من أنا

صورتي
أناس تنفسوا الطين عشقا ’ ذابوا من مغازلته غربا وشرقا ’ بلمسات أناملهم أنطقوا الطين نطقا ’ من كثر شوقي لهم يخفق القلب خفقا

18‏/04‏/2009

صناعة الخزف بكوريا


الجمال الهادئ للخزف الكوري


بقلم : لي يي جون


تعتبر صناعة الخزف بشكل عام واحدة من أكثر التراث الفني العظيم في كوريا.

وعلى الرغم من أن الجمال الهاديء تم التغلب عليه أحيانا من قبل الفن الياباني والصيني ، فإن فن صناعة الخزف الكوري بدأ الآن يحوز على اهتمام النقاد العالميين ومن يجمعونه نظرا لأشكاله الحديثة وبساطته.

ونظرا لأن كوريا الجنوبية والصين واليابان مرتبطون جغرافيا وتاريخيا وثقافيا ، فإن فن صناعة الخزف في منطقة جنوب شرق آسيا يتداخل مع بعضه البعض ، ومع ذلك فإن من يقدرون جمال هذا الفن يمكنهم أن يفرقوا بين السلع الخزفية التقليدية في هذه الدول الثلاث.

فالخزف الصيني أكثر تلونا وتنوعا ، في حين أن الخزف الياباني يتسم بأنماط بارزة ومهمة وتصميمات حساسة ، بينما الخزف الكوري على الجانب الآخر يعكس التواضع والجمال الطبيعي.

وهيمنت كوريا على ثقافة الخزف في العالم مع الصين حتى القرن السابع عشر ، وأهم ما يحتويه الخزف الكوري هو الذي ظهر خلال فترة حكم جوريو (918-1392) وخلال عهد جوسون في (1392-1910).

والمنتجات الكورية خلال فترة حكم جوريو تعتبر هامة ، وبخاصة لأنها كانت شاحبة اللون ، ومطلية بلون غير لامع ، وتمثل الفهم المتقدم لتجميعات الألوان من قبل صناع الخزف في هذا الوقت.

وعلى الرغم من أن المنتجات الخزفية الأولية تأثرت في ذلك الوقت بصناع الخزف الصينيين واليابانيين ، فإن صناع الخزف الكوريين طوروا الفن المستورد إلى مستوى جديد ومميز ، وأضافوا تصميمات جميلة على سطح منتجات الخزف من خلال استخدام تقنيات مرصعة بارزة ، وهي إبداع كوري خالص ، وقيل أن الصينيين غالبا ما كانوا يعتبرون منتجات الخزف الكورية "الأفضل تحت السماء" وأكثر قيمة من الذهب.

وفي حين تعكس منتجات الخزف في عهد جوريو الجمال الأرستقراطي والمرفه ، فإنه يمكنك أن تشعر بالجمال الطبيعي في منتجات الخزف خلال عهد جوسون.

ومع انهيار الطبقة الفاسدة في عهد جوريو واستمرار الغزوات من الدول المجاورة ، فإن ورش صناعة الخزف في جميع أنحاء البلاد كانت قد أغلقت ، وهرب صناع الخزف المهرة. إلا أن بعض مصنعي الخزف ظلوا على إنتاج المصنوعات الخزفية ، ومع ذلك ، فقد كان من الصعب عليهم التعبير عن الألوان المبهرة بدون توافر المواد المناسبة ، لذلك أخفوا السطح بزلال أبيض أو بصلصال ، وهو التقنية المميزة التي أطلق عليها اسم "بون تشونج" لأن سلع البون تشونج كانت مصنوعة عادة في الورش الخاصة التي يديرها أصحابها ، لذلك تنوعت في الشكل وآليات صناعتها.

ومن أجل تمييز أنفسهم عن عهد جوريو ، فإن أباطرة جوسون والنخبة تحولوا إلى الكونفوشيوسية ، وكل أنواع المنتجات الخزفية البيضاء التي صممت باستخدام الزجاج ولم تتم زركشتها بطريقة عملية ، تعتبر أكثر السلع الخزفية التي تعكس روح تلك الفترة.

كما يوجد التميز في السلع الخزفية خلال فترة جوسون أيضا في سلعة خزفية يبلغ طولها 40 سنتيمترا ، وهي إناء خزفي أبيض يأخذ شكل القمر ، وكان من المستحيل تصميم مثل هذا الإناء الكبير الحجم بهذا التدوير من صناعة يدوية خلال تلك الفترة ، إلا أن صناع الخزف صنعوا هذا الطول من خلال الوصل بين سلطانيتين على بعضهما البعض معا ، وخلال العام الماضي ، فإن هذا الإناء الخزفي الذي يشبه القمر ويعود لحكم جوسون ، حقق نحو 1,3 مليون دولار خلال مزاد تشريزيتي في نيويورك.

وخلال القرن الخامس عشر ، كان حفل الشاي يقدم إلى اليابان عبر كوريا ، وكان اليابانيون منبهرين بأوعية جوسون "ماكسبال" التي تمثل إناء الشاي مع الهدوء الذي شعروا به من خلال احتساء الشاي.

وخلال الغزو الياباني لكوريا في عامي 1592 و1597 ، اختطف عدد من صناع الخزف الكوريين ونقلوا إلى اليابان للمساعدة في تشييد صناعة الخزف وتطويرها في هذا البلد ، وهذا هو السبب وراء إطلاق اسم "حرب الخزف" على تلك الحرب.

وبعد أن استولى اليابانيون على أكثر من 200 سلطانية شاي من على جانب البحر في جونج سانج دو ، فإن 3 منها اختيرت لتكون كنوزا وطنية ، و20 أخرى كمكونات ثقافية مهمة ، ومن بينها القطعة الخزفية المشهورة "كيزايمون دو" الكنز الوطني الياباني التي عثر عليها الجنود اليابانيون خلال الحرب.

ومع أن اليابان سارعت بتطوير صناعة الخزف ، إلا أن كوريا لم تتمكن من تدويل مهاراتها الممتازة لصناعة الخزف نتيجة سياسة العزلة والكونفوشيوسية التي حرمت التجارة إلى دول الجوار.

وبعد أن أصبحت صناعة الخزف الكورية غريبة في بعض الأحيان عن الناس العاديين ، أصبح ينظر إليها على أنها سلع ترفية يقتنيها الأغنياء.

وبعد أن حققت البساطة والأشكال الجديدة رغبات المواطنين ، فإن المنتجات الخزفية الكورية باتت ضمن السلع اليومية في المطابخ الكورية على نطاق واسع في الوقت الحالي.

وبدأت المواقع الأساسية لإنتاج الخزف في إطلاق مهرجاناتها الخاصة المحلية ، مما ساعد على التطوير العام لصناعة الخزف الكورية ، وكانت أقاليم إنتشون ويوجو وجيونج جي دو قد نظمت مهرجانتها الخاصة للخزف لمدة 20 عاما ، كما أنه خلال مهرجان سلطانيات الشاي في جيونج سانج بوك دو ، وميونج يونج ، يزوره العديد من الزوار الكوريين والسياح الأجانب منذ أن انطلق لأول مرة منذ 10 سنوات.



من مجلة "كوريا بوليسي ريفيو" – عدد يونيو 2008


_-_-_-_-_-_ _-_-_-_-_-_ _-_-_-_-_-_


بساطة نقية لسلطانية ملكية
البورسلان الأبيض مع تصميم زهرة اللوتس المرصعة
بقلم : يون يونغ يي أستاذ تاريخ الفن جامعة ميونغجي
في أوائل عصر مملكة كوريو، عندما كان السيلادون يمثل الذروة في الأعمال الخزفية، بدأ إنتاج الخزف الأبيض بكميات قليلة। في عهد مملكة جوسون (1392-1910) تمتع البورسلان الأبيض بشعبية كبيرة حتى أصبح يحتل مركز السيلادون. وقد ركزت حكومة جوسون جهودها على إنتاجه وتسويقه، والعامة كانوا أيضا مغرمين بهذا النوع الجديد من الخزف. وبفضل الدعم الكبير والشعبية المتزايدة، خضع إنتاج الخزف الأبيض لتطور كبير. في البداية، كانت الأتونات (الأفران الهائلة) التي تنتج الخزف الأبيض تتركز بشكل كبير حول منطقة العاصمة- كوانغجو في مقاطعة كيونغي دو وجبل كوانْآكسان وجبل بوكهانسان في سيول- ولكن شيئا فشيئا انتشرت إلى المقاطعات الأخرى. على أي حال، كوانغجو، التي كانت مقرا للفرن الملكي بقيت مركزا لإنتاج الخزف الأبيض. الخزف الأبيض في عهد مملكة جوسون إن تاريخ الخزف الأبيض يقسم عادة إلى ثلاث فترات. الفترة الأولى، تبدأ بتأسيس عائلة جوسون ابتداء من سنة 1392 حتى القرن السابع عشر، وقد أنتج البورسلان المرصع في بعض الفترات ثم اختفى. كما كان الخزف الأزرق والأبيض ينتج عن طريق إدخال بعض التعديلات على المنتجات الصينية لكي تلائم الأذواق الكورية. في الفترة الثانية، من القرن السابع عشر حتى أواسط القرن الثامن عشر، أخذ الخزف الأبيض والأزرق في التراجع أمام نوع جديد آخر هو الخزف المطلي الأملس الناعم بلون الحديد البني، ولكن عاد الخزف الأبيض ليستعيد مكانته وشعبيته في القرن الثامن عشر. كما ظهر في الساحة البورسلان المطلي بطلاء أملس أحمر نحاسي في هذه الفترة. وفي الفترة الثالثة، من أواسط القرن الثامن عشر حتى أواخر القرن التاسع عشر، بدأ إنتاج البورسلان الأبيض بكميات كبيرة، ولكنه كان ذا جودة أقل. كما انتعش الخزف الأزرق والأبيض، وبعضه بلون الكوبالت الأزرق ذي السطح الناعم،وقد ازدهر بشكل خاص في هذه الفترة. كان الخزف الأبيض الخالص دون أي تصاميم تزيين ينتج بشكل رئيسي في الفترة الأولى. في حالة البورسلان الأبيض المرصع، فإن الزينة الشعبية المسيطرة على التصميم كانت أزهار اللوتس (مع أو بدون اللفافة) ـ وهي أنواع تختلف عن أزهار أخرى ـ والنباتات والسحب. كانت تقنيات الترصيع تشابه تلك التي ترسم على السيلادون. وفي حالات نادرة جدا، كانت توضع نماذج مقطعة أو تصاميم هيروغليفية لتزيين الخزف الأبيض. ابتداء من الفترة الثانية، كانت التصاميم أحيانا تحفر في نقش بارز يتم قصها، وكانت النماذج الهيروغليفية أكثر استخداما. إضافة إلى ذلك، كان الخزف الملمع السطح والأزرق بلون الكوبالت والبني بلون الحديد كلها تستعمل في التصاميم لتعبر عن التقاليد والبواعث الشعبية، وهذه الفترة اشتملت في التصميم أيضا على الخيزران مع شجر الصنوبر وبرعم البرقوق، وزهرات الذهب (الأقحوان)، والرموز البوذية، والسحب، ورموز طول العمر، والحيوانات الكاسرة، والعنب، واللون الأرجواني الخفيف، والسمك، والرخويات، وسرطان البحر والطيور. يتم تحديد لون الخزف الأبيض من طينة الفخار التي تستعمل لإنتاجه وكذلك من النعومة وظروف نسبة التكليس فيها. يتفاوت لون الخزف الأبيض بحسب فترة إنتاجه، فقد كان أبيض خالص البياض في القرن الخامس عشر، وكان أبيض كالثلج في القرن السادس عشر، وكان رماديا أغبر في القرن السابع عشر، وأبيض مائلا للزرقة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. في العادة، كان سطح الخزف الأبيض يزين باستخدام تقنيات متنوعة لتعزيز القيمة الجمالية. يصنف الخزف الأبيض طبقا لتقنيات الزخرفة إلى خزف أبيض خالص، وخزف أبيض مرصع، وخزف أزرق وأبيض، وخزف مطلي مصقول بلون الحديد البني، وخشب مطلي مصقول بلون النحاس الأحمر. الخزف الأبيض بتصميم لفيفة اللوتس المزخرفة الخزف الأبيض المزخرف بتصميم لفيفة اللوتس (الكنز الوطني رقم 175) الذي تم إنتاجه للعائلة الملكية في ستينات وسبعينات القرن الخامس عشر، هو أفضل ما وصل إلينا حتى الآن من خزف أبيض بتصاميم مزخرفة. وفي حين أن كثيرا من الخزف الأبيض المزخرف في عهد جوسون كانت يوجد فيه ما يشير إلى صقل غير متقن وتصاميم زخرفة غير ناضجة أيضا، فإن هذه الأعمال الخزفية، من موروث الخزف الأبيض الناعم الملمس من عهد كوريو السابق (918-1392)، المشهور بتشطيباته الأنيقة الناعمة، والتصميم المعبر الجميل. وهي عبارة عن قطعة أصيلة عالية المستوى تتميز ببساطة نقية. وقد تم إبراز الزخرفة على السلطانية باتباع الخطوات التالية: أولا، تم حفر التصميم على سطح السلطانية ومن ثم تمت تعبئة الخط المحفور بأكسيد الحديد الأحمر. بعد عملية الحرق الأولى، طليت السلطانية بمادة صقل، ومن ثم أحرقت مرة أخرى، مما نتج عنه خطوط زخرفة سوداء، وباستخدام هذه التقنية في الزخرفة بالأسود، فإن تصميم اللفيفة الممتد مع أزهار اللوتس المبرعمة، والسيقان والأوراق التي تشكلت، يولد تناغما بهيجا بين السطح الأبيض الخالص والزخرفة السوداء الدقيقة للرسم. فيما عدا الحزام البسيط واللفافة المتموجة على طول الحافة، فإن باطن السلطانية ترك بلا زخرفة، ليشكل جمالا بسيطا إضافيا. في الخارج هناك خطان مزدوجان على الأقسام العليا والسفلى من السلطانية، بينهما يتشكل تصميم اللفافة المرصعة بأزهار اللوتس، والسيقان والأوراق. هذا التصميم يشبه تصميم الخزف الصيني الأزرق والأبيض مع تصميم لفيفة زهرة اللوتس المرصعة التي أنتجت في أوائل القرن الخامس عشر تحت حكم الإمبراطور خواندي دي، الملك الخامس لعائلة مينغ. وبسبب هذا التشابه في التصميم المرصع، يمكن للمرء أن يفترض أن هناك تبادلا ثقافيا كان موجودا في الماضي بين كوريا والصين. الحافة العريضة البارزة بشكل طفيف والشكل المستدير يعطيان الجسم مسلوتة (صورة ظلية) على شكل حرف S الإنجليزي. القاعدة عريضة وثابتة. السطح مطلي باللون الأبيض العاجي وخطوطه فيها خطوط مثل الشقوق الصغيرة الناعمة على الجليد. الحبيبات على الجزء الأسفل تشير إلى التاريخ الذي تم فيه حرق الآنية ومتى وضعت على الرمل أو في الفرن. معنى وأصل تصميم اللوتسمنذ القدم، كانت أزهار اللوتس تعتبر رمزا للحياة، والإبداع والرخاء، وذلك بسبب قوة حيويتها. في الواقع، هناك حبة من بذرة اللوتس كانت قد دفنت قبل آلاف السنين وقد نبتت هذه البذرة بنجاح. وهذا يتفق مع الوصف المأثور في النص الصيني القديم، السجلات المصنفة لعلم النبات الطبي الصيني، الذي كتب في عهد الإمبراطور مينغ: "حيوية اللوتس لا حدود لها تقريبا. فهي غنية بالثمار، وتستمد السيقان قوتها من الجذر الممتد عميقا، موجدا حياة بلا نهاية". في البوذية، يعبر برعم اللوتس عن النقاء والطهارة بسبب المظهر الأصيل المحتفظ بنقائه الأصلي في بركة طينية دون أن يتلطخ بالطين. وهذه الصفة مرتبطة بالعقائد البوذية وقد جعلت برعم اللوتس رمزا للتفوق، والنقاء والتنوير الفائق. في كوريا، ترمز زهرة اللوتس أيضا إلى التناسخ. كما تشير الحكاية الكورية "قصة سيمتشونغ" حيث إن البطلة، بعد أن ألقت بنفسها في البحر، عادت للظهور ثانية، طافية في برعم زهرة لوتس عملاقة. "بنموها في الطين وعدم تلطخها به" فإن زهرة اللوتس كانت دائما ترتبط بالفقر العفيف النبيل والعزلة في الأماكن العالية عند علماء الكونفوشيوسية. في الطاوية أيضا، كان حمال الشمعدان على شكل زهرة لوتس وقد كان شيئا مقدسا حيث إن "هاسونغو" وهو واحد من الكهنة الطاويين الثمانية يحمله معه دائما. إضافة إلى ذلك، فإن زهرة اللوتس كان ينظر إليها على أن لها علاقة بالشمس ولا يمكن أن تنفصل عنها. الارتباط الخرافي بين الزهرة وإله الشمس نبع من بتلاتها التي تتفتح مع شروق الشمس وتنام مع غروبها. بناء على هذه العلاقة، فإن زهرة اللوتس تمثل أيضا تجدد الحيوية والنشاط. زهرة اللوتس كانت محل إعجاب واسع كرمز لكل الفضائل المذكورة أعلاه، خصوصا في أوائل فترة مملكة كوريو حتى أواخر عهد مملكة جوسون. لهذا السبب، كانت موضوعا شائعا في كل تفاصيل الفن اليومية. باختصار، زهرات اللوتس المرصعة في هذه السلطانية الخزفية البيضاء مع أشجار الكرمة الممتدة الملتفة قد تعبر عن رغبة صانع الفخار في جعل فضائل هذه الزهرة تدوم إلى الأبد. تطور الخزف الأبيض في عهد جوسون. كشفت الدراسات الحديثة أن تطور خزف السيلادون إلى البورسلان الأبيض كان أمرا لا بد منه من عدة جوانب. أولا، طين الصلصال النقي المستخدم في صنع الخزف الأبيض يتمتع بدرجة عالية من النقاء كما هي الحال في الطين المستخدم في صنع السيلادون. وعلى ذلك، فإن درجة حرارة الحرق للأول هي 1300 مئوية في حين أنها في الثاني 1270-1280 مئوية. إضافة إلى ذلك، فإن مادة الصقل في الخزف الأبيض كانت أكثر ثباتا. بعبارة أخرى، كان الخزف الأبيض من ناحية الشكل أكثر ثباتا وتطورا من السيلادون. يمكن أيضا ملاحظة التطور من السيلادون إلى البورسلان الأبيض في تاريخ البورسلان الصيني، في فترة عائلة يوان التي ملكت من (1206-1368) نظرا لكونها فترة انتقالية. وخلال عهد عائلة مينغ (1368-1644) فإن السيطرة الطويلة للسيلادون انتهت تماما وحل محلها البورسلان الأبيض والبورسلان الذي يجمع بين الأزرق - والأبيض. استخدمت هذه الأنواع الجديدة من البورسلان في البيوت والعائلات الملكية وقد استخدمت لخدمات البعثات الأجنبية وأرسلت إلى دول أخرى، بما في ذلك كوريا على شكل هدايا ملكية. إضافة إلى ذلك، فإن نباتات القطن التي كانت تحضر من الصين في أواخر فترة مملكة كوريو من قبل مسؤول حكومي اسمه "مون إيك جوم"، يبدو أيضا أنها ساهمت في تفضيل البورسلان من حيث إنها أدت إلى تغيير جوهري في اللباس الكوري. ونظرا لبدء زراعة القطن على نطاق واسع ابتداء من القرن الخامس عشر، فإن المواطنين من طبقة النبلاء والعامة على حد سواء، تمتعوا بارتداء ملابس بيضاء. وقد شاع على نطاق واسع بأن الكوريين أحبوا لُبس الأبيض منذ القدم، ولكن هذا الميل نما وترعرع بعد أن أصبح إنتاج القطن بكميات كبيرة جدا ممكنا. هذا الحدث ربما يكون أدى إلى تعزيز تفضيل الكوريين للون الأبيض. الكونفوشيوسية الجديدة التي اتبعتها الطبقة المثقفة ورجال الأدب في عهد جوسون قد تكون سببا آخر في انتشار البورسلان الأبيض ذلك لأن تعاليم الكونفوشيوسية الجديدة كانت تقوم على التواضع والاحتشام، والبساطة والبراءة. هناك قطعة أدبية من "التوقيعات العشوائية لأوجو" كتبها واحد من علماء ومثقفي القرن الثامن عشر، هو "لي كيوغيونغ"، تقول هذة القطعة" شعبنا أحب دائما اللون الأبيض، وجلالة الملك أيضا يستخدم البورسلان الأبيض في البلاط الملكي. لماذا الأمر هكذا؟ لأننا نحب التواضع والاحتشام والنقاء". وبنفس الطريقة، فإن شعبية البورسلان الأبيض في فترة جوسون كانت أيضا مرتبطة بالتفضيل الأيديولوجي للطبقة الحاكمة للون الأبيض. وفي الأربعينات من القرن الخامس عشر، فإن العائلة الملكية والطبقة المثقفة، خصوصا مثقفي معهد الأبحاث الملكي، أصبحوا أيضا أقوى اعتقادا وإخلاصا لعقائد الكونفوشيوسية. ونتيجة لذلك، فإن البورسلان الأبيض الذي مثل الفضائل التي اتبعوها، أصبح جزءا لا يتجزأ من ثقافتهم. إضافة إلى ذلك فإن شعبية البورسلان الأبيض كانت تعكس الشعور بالنبل. خلال فترة حكم الملك سيجونغ (1418-1450)، تم استبدال أدوات المائدة الملكية إلى حد كبير بالبورسلان الأبيض والسبب هو أن عائلة مينغ الصينية فرضت ضرائب سنوية باهظة على جوسون، ولم يكن الملك سيجونغ راغبا في الامتثال للطلب. كان يريد أن يقلص مقدار الفضة الذي كان يرسله إلى الصين، ولكنه يعلم أنه لا يستطيع أن يقول إن جوسون لا تملك قدرا كافيا من الفضة ذلك لأن حاشيته كانت تستخدم الأدوات الفضية لتقديم الطعام والشراب للمبعوثين الصينيين. ولذلك أمر الملك باستبدال أدوات المائدة الفضية بأخرى من البورسلان الأبيض، والتي اعتبرت نقية مثل الفضة، حدث هذا في البلاط الملكي وكذلك في جميع مكاتب الحكومة. هذا التفسير مدعوم بالفقرة التالية التي وردت في السجلات التي دونت للملك سيجونغ: "أمر جلالته بأن يتم استبدال الأدوات الفضية بالبورسلان الأبيض في ضريحي "مونسوجون" و"هويدوكجون"." آثار من الخزف الأبيض المرصع لا نعرف عن البورسلان الأبيض في القرن الخامس عشر إلا قليلا جدا. يمكننا أن نفترض أن وجوده مبني على نتف من السجلات : في المجلد 27 من حوليات الملك سيجونغ، هناك فقرة تفيد بأنه في السنة السابعة لحكم الملك سيجونغ، تم إنتاج عشرة أطقم كاملة في فرن وضع في كوانغجو - مقاطعة كيونغي دو، وذلك بناء على طلب من عائلة مينغ الحاكمة في الصين. في الكتابات المجموعة لـ"جومبيلجي" من قبل "كيم جونغ جيك" أن هناك مسؤولا رفيعا أعجب بقطع من الخزف الأبيض وضعت له للاستعمال في بيت كان قد توقف فيه في كوريونغ، مقاطعة كيونغ سانغ بوك - دو سنة 1445، وفي الروايات المنسوبة للأستاذ "يونغجي" التي دونها "سونغ هيون" ذكر أن أدوات طعام العشاء للملك سيجونغ تألفت بكاملها من قطع من الخزف الأبيض. تشير هذه السجلات إلى أن البورسلان الأبيض كان ينتج ويستخدم في هذه الفترة، وعلى الأقل في كوانغجو وكوريونغ. إضافة إلى سلطانية الخزف الأبيض التي أنتجت هنا، فإن هناك خزفا أبيض مرصعا آخر من أواخر القرن الخامس عشر اشتمل على نقش ضريح لعائلة "يونغ إين جيونغ" في مقاطعة جينيانغ كون" (1466) وكذلك توجد قطعة مكسورة من قنينة من البورسلان تحمل نباتات مرصعة وتصاميم زهور، وكأسا من البورسلان، وكذلك نقش ضريح كتب على قطعة بورسلان تم الحفر عليها من قبر "يون جونغ" (1467). ومن بين كل هذه الآثار، فإن البورسلان الأبيض بتصميم لفيفة اللوتس المرصع هو الأكثر روعة.أزهار اللوتس المتفتحة، والسيقان والأوراق تزين هذا الحوض المصنوع من الخزف الأبيض كنموذج التفافي بانحناء متواصل استخدمت فيه تقنية الترصيع بالأسود. ويمكن اعتبار هذا النموذج شبيها بالبورسلان الكوري الأبيض ذي التصميم المرصع. الخزف الأبيض مع تصميم زهرة اللوتس المرصعة من "سلالة" الخزف الأبيض اللاصق الناعم لمملكة كوريو (918-1392) مشهور بتشطيباته الأنيقة، وملمسه الناعم وتصميمه الرائع. إنه قطعة أصيلة تتميز بالبساطة النقية
_____________--------------_____________-------------_________

كانت صناعة الأواني الفخارية الخزفية مصدر الفخر لكوريا، ما قاد إلى تجارة مزدهرة مع التجار العب ابان مملكة شيلا (57 قبل الميلاد – 935 م) ومملكة كوريو (918-1392م).
هناك مهرجانات في كوريا تمنحك الفرصة للتعرف على الخزف الكوري

مهرجان ايتشون للخزف
تتمتع ايتشون بتاريخ طويل في صناعة الخزف منذ العصر البرونزي. وخلال مهرجان ايتشون للخزف والذي يجري في الفترة ما بين شهري مايو ويونيو، تعرض أجود انواع الخزف والتي تتم صناعتها على أيدي فنانين مهرة في صناعة الأواني الفخارية التقليدية، مع احياء للطرق القديمة في صناعة الخزف. وتعرض مختلف أنواع الخزف بما في ذلك، خزف البورسلين، والسيلادون الأخضر. بالإضافة إلى وجود العديد من الفعاليات التي يمكنك من خلالها صناعة الخزف بنفسك. وهناك بعض البرامج الترفيهية وتشمل تناول الشاي والتسابق بأكواب الشاي، زيارة قسم خزف كيك الأرز، صناعة أشكال للأواني الفخارية مع لعبة الليقو الخشبية وتسليات أخرى.
معرض ييوجو للخزف
تعتبر ييوجو مركز صناعة الخزف منذ بدايات مملكة كوريو، وقد شهدت توسع صناعة الخزف في بدايات مملكةجوسون مع انتاج قطع البورسلين عالية الجودة والمصنوعة من الطين الأبيض عالي الجودة أيضا. ويشتهر مهرجان ييوجو للخزف والذي يقام في مايو بصورة خاصة بعرض الخزف المنزلي. ويهدف هذا المعرض إلى الترويج لميزات الخزف الخاص بالمنطقة في البلاد وفي الخارج، مع تقديم تكنولوجيا انتاج الخزف مع تصميمات حديثة وجودة أعلى. يحتوي معرض ييوجو للخزف على العديد من الموضوعات الثرة للمشاهدة والمتعة، بما في ذلك فصول دراسية حول الخزف وورش عمل تستطيع من خلالها صناعة قطع خزف بنفسك.
مهرجان كانغ جين الثقافي للسيلادون
كانت المنطقة داخل وحول كانغ جين مركزا لانتاج السيلادون الأخضر لمدة 500 عام ابان مملكة كوريو. أكثر من 80% من السيلادون المنتج في البلاد والذي تم اختياره ضمن كنوز البلاد الأثرية تمت صناعته في كانغ جين. علاوة على أن، جميع أعمال السيلادون الكورية تقريبا، والتي اعتبرت تحف رائعة عالميا، تم انتاجها في منطقة كانغ جين، والتي استفادت من تقدم المواصلات البحرية، أفضل مصادر للطين، وفرة الوقود، المياه الجيدة والمناخ المناسب.
يقدم معرض كانغ جين الثقافي للسيلادون، امتياز وتفرد سيلادون كوريو مع برامج احتفالية خاصة تضعه بعيدا عن بقية المهرجانات. ولا عجب أن يصبح مشهورا كموقع سياحي. ومن بين العديد من مهرجانات الخزف في كوريا، يعتبر مهرجان كانغ جين لثقافة السيلادون المهرجان الوحيد الذي يتميز بعرض السيلادون فقط. وهذه فرصة عظيمة لرؤية السيلادون عالي الجودة وذو القيمة الفنية، كما يضم أعمال حديثة من انتاج رواد الفنون المحليين والعالميين، بالإضافة إلى أعمال تقليدية تم اختيارها ضمن الكنوز القومية. وتعرض العديد من قطع السيلادون للمرة الأولى.
مهرجان كوانجو للخزف الملكي
تشتهر منطقة كوانجو في كيونغي-دو بانتاج وتوزيع خزف البلاط الملكي لمملكة جوسون، وتعتبر مصدر البورسلين الأبيض في تاريخ مملكة جوسون. لذلك تضم هذه المدينة مختلف المهرجانات المتعلقة بالخزف من أجل احياء شهرة الأواني الخزفية التاريخية، بما في ذلك مهرجان كوانجو للخزف الملكي. يركز المهرجان على الخزف عالي الجودة والذي تم استخدامه في البلاط الملكي، ويمكنك أيضا مشاهدة خزفيين يشكلون قطعا جميلة من البورسلين والخزف. مع العديد من البرامج، يستطيع الزوار الحصول على العديد من الفرص للمشاركة في تلك الأعمال.
مهرجان كيمهى بونتشيونغ للخزف
يتدفق عدد كبير من الزوار لحضور مهرجان كيمهى بونتشيونغ للخزف في كيمهى، في كيونغ سانغ نام – دو، كل عام. واعتبر سيلادون بونتشيونغ الذي تطور مع نهايات مملكة كوريو (918-1392) بأنه الأكثر ليونة وطلاقة مقارنة بانواع السيلادون الأخضر الأخرى. ويعتبر خزف كيمهى بونتشيونغ ساغي ( السلع الخزفية: الرمادية-الزرقاء- مسحوق السيلادون) بأنه يمثل الجمال الكوري النموذجي.

15‏/04‏/2009

مقالات عن الخزف الصيني

تقرير صينى حصرى: علماء الأثار يعثرون على مهد للخزف الصينى في شمال الصين
شبكة الصين
شيجياتشوانغ 17 ديسمبر 2006
/شينخوا/

كشف علماء الآثار النقاب عن ثلاثة أفران عالية الحرارة لصناعة الخزف يرجع تاريخها إلى ألفي عام في قرية في شمال الصين، مما يظهر ان شمال الصين كان مهدا لصناعة الخزف، ويخالف المفهوم الراسخ بأن صناعة الخزف نشأت فقط في الجنوب الصيني.
توصل علماء الأثار من معهد بحوث الآثار الثقافية فى مقاطعة خبي إلى هذا الاستنتاج على أساس ان تحليل المصنوعات في الأفران أفاد أنها مصنوعة تحت درجة حرارة تزيد على 1100 درجة مئوية، وهو ما يفوق ال 800- 900 درجة المطلوبة في صناعة الفخار.
وعلى الرغم من بنائها في عهد أسرة هان الغربية (206 ق.م-24 م)، فإن الأفران الموجودة في قرية دوتينغ، محافظة تانغشيان من مقاطعة خبي، في حالة جيدة. وقد سميت بأفران دوتينغ نسبة إلى المكان الذي تمت فيه الحفائر وفقا للعرف المتبع في علم الآثار.
قال منغ فان فنغ، رئيس فريق الحفائر والباحث في معهد خبي "يوجد العديد من الأفران التي تعود لعهد أسرة هان الغربية والتي اكتشفت من قبل. لكنها لم تكن جيدة الحفظ مقارنة بتلك الأفران التي تحوي على كافة المعلومات التي رغبنا في معرفتها".
اعتادت الدوائر الأكاديمية الاعتقاد بأن المصنوعات الخزفية الصينية منشؤها جنوب الصين، خصوصا مقاطعتى جيانغسو وشجيانغ، ويرجع سبب ذلك إلى اكتشاف العديد من الأفران بها.
ورأى الآثاريون أنه لا يوجد فى شمال الصين صلصال مما يصنع منه الخزف ولكن هذا الاعتقاد ثبت خطؤه.
وكان بعض علماء الآثار قد ذهبوا فى عام 1960 الى وجود فخار خزفي في الشمال الصيني، لكن آراءهم افتقدت البراهين المادية التى تدعمها، كما انها لم يتح لها الانتشار بشكل كبير.
وقبل العثور على أفران دوتينغ، كان أقدم موقع للأواني الفخارية في الشمال الصيني يرجع تاريخه إلى عهد الأسر الشمالية (386 م-581م).
وقال منغ "تعد الحفائر الخاصة بأفران دوتينغ برهانا قويا على فكرة أن الشمال الصيني هو مهد لصناعة الفخار"
يشتمل موقع أفران دوتينغ على ثلاثة أفران عالية الحرارة، وفرن واحد منخفض الحرارة، واكتشفها معهد الآثار الثقافية بالتعاون مع جهات تابعة لمشروع تحويل المياه من الجنوب إلى الشمال في الصين، والتي تعمل على تحويل مياه نهر اليانغتسي إلى المناطق الشمالية التى تنقصها المياه.
يغطي الموقع مساحة إجمالية قدرها 10000 متر مربع، وجرت الحفائر في ثلثه.


http://arabic.china.org.cn/culture/txt/2006-12/18/content_7524889.htm

_-_-_-_-_-_ _-_-_-_-_-_-_ _-_-_-_-_-_



تشاوتشو.. مدينة الخزف
تشانغ هونغ
مدينة تشاوتشو القديمة تحمل لقب مدينة الخزف الصينية. إنها القاعدة الصينية الكبرى لتصدير الأعمال الفنية والأدوات اليومية المصنوعة من الخزف. بلغت قيمة إن
تاريخ طويل
هو بنغ، جاء من مدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان، يعمل في مكتب التخطيط لمدينة تشاوتشو. على مكتبه الطبق الخزفي الأزرق والأبيض لأسرة مينغ (1368 – 1644 م). هذا الطبق يضيف جمالا للمكتب المكتظ بأكوام من الوثائق والجداول. هذا الطبق يباع بسعر مرتفع في سوق الأنتيكات ببكين، ولكنه طبق عادي جدا في مدينة تشاوتشو. بلغت قيمة إن
من نافذة مكتب هو بنغ رأيت الطريق الواسع بعرض خمسين مترا، الذي كان قبل زمان أرضا زراعية. بالسير شرقا على هذا الطريق الواسع، عبر جسر قوانغجي – واحد من أشهر أربعة جسور صينية تصل منبع صناعة خزف تشاوتشو – جبل بيجيا (مسند الفرشاة). لأن شكل قممه الثلاثة المتوازية يشبه مسند الفرشاة. في أسرة سونغ الشمالية (960 – 1127 م) كان جبل بيجيا قاعدة هامة لإنتاج الخزف بجنوب الصين. في عام 1922، اكتشفت فيه أربعة تماثيل خزفية بيضاء لبوذا من فترة أسرة سونغ (960 – 1279 م)، جذبت انتباه علماء الآثار إلى جبل بيجيا. بلغت قيمة إن
لصناعة الخزف في مدينة تشاوتشو التاريخ، يضارع تاريخها في مدينة جينغدهتشن، وهي مدينة صينية أخرى مشهورة بالخزف في مقاطعة جيانغشي. في فترة أسرة تانغ وأسرة سونغ، انتشرت كثير من أتاتين الخزف في مدينة تشاوتشو، وتسمى مجموعة الأتاتين بجبل بيجيا التي تمتد كيلومترين "قرية المائة أتون". بلغت قيمة إن
وقد اكتشف تباعا أحد عشر أتونا منذ عام 1953، ومنها أتون طوله 5ر79 أمتار، يعتبر أطول أتون مكتشف من فترة أسرة سونغ في الصين حتى الآن. بني هذا الأتون حسب ملامح الجبل، يستطيع إنتاج مائة ألف عمل خزفي في المرة الواحدة. يستطيع جبل بيجيا إنتاج ملايين الأعمال الخزفية كل سنة. تطورت التجارة الخارجية تطورا كبيرا في أسرة تانغ وأسرة سونغ بسبب استقرار الوضع السياسي وازدهار الاقتصاد ودعم الحكومة وتشجيعها. في القرون الوسطى كان الحكام والعامة في بلدان آسيا وأفريقيا وأوروبا يقبلون على الخزف الصيني، ويستخدمونه في حياتهم اليومية. بلغت قيمة إن
الخزف الصيني.. في تشاوتشو
كور دي وال يعمل في شركة هولندية لتجارة الخزف والأشغال الفنية، يسافر إلى تشاوتشو أكثر من مرتين في السنة من أجل شراء المنتجات الخزفية في حي فنغشي بضاحية تشاوتشو. في حي فنغشي توجد دكاكين كثيرة لأطقم الشاي وأطقم الطعام والأشغال الفنية الخزفية على الطراز الياباني والصيني والغربي. شركة كور دي وال، التي تبيع منتجات الخزف في كل أوروبا، تستورد 70% من وارداتها الخزفية من تشاوتشو. بلغت قيمة إن
في عام 2000، كان عدد المصانع غير الحكومية للخزف في تشاوتشو أكثر من عشرة آلاف مصنع تدفع قدرة إنتاجها. سيراميك الحمام من إنتاج تشاوتشو يمثل 57% من إنتاج الصين، حيث يبلغ إنتاجه 34 مليون طقما، ويحتل نصف صادرات الصين. وإنتاج الخزف الكهربائي بها يصل 120 بليون قطعة كل سنة، أي 70% إنتاج الصين، و50% من إنتاجه العالمي. جذب الرأسمال الصناعي يتطلب وجود إنتاج متخصص وتكوين سلسلة تشمل صناعة الأعمال الخزفية الفنية والأدوات اليومية الخزفية وسيراميك الحمام والأعمال الفنية الخزفية المقلدة للقديم والأعمال الخزفية لأعياد الميلاد والأعمال الخزفية لمقاومة تلوث البيئة والخزف الكهربائي. بلغت قيمة إن
تشاوتشو لها باع طويل في التجارة، وتشتهر بمجموعات المقاولين، كونها موطنا مشهورا للمغتربين الصينيين. خبراء الخزف المشهورون الذين يأتون إلى تشاوتشو للعمل يحصلون دخولا عالية تقديرا لمساهماتهم في زيادة إمكانيات تشاوتشو إلى الحد الأقصى. الرواتب الجيدة وبيئة الإبداع المريحة جذبت المصممين اليابانيين إلى تشاوتشو، أقاموا بها وعملوا فيها. بلغت قيمة إن
تساي بي تشيانغ، يعمل في مكتب الاقتصاد والتجارة لمدينة تشاوتشو، اشترك في معرض خزف تشاوتشو في بكين. قال: " فحص بعض الطلاب المبعوثين الذين عادوا إلى الصين معروضاتنا في المعرض مرة بعد مرة، ثم قالوا إنهم دائما يرون الأعمال الخزفية الجميلة تحمل علامة ’صنعه في الصين‘، ويعتقدون أنها في الحقيقة من إنتاج تشاوتشو." بلغت قيمة إن
المعايير العالمية
في عام 1996، نظمت حكومة حي فنغشي بتشاوتشو، لأول مرة، المؤسسات للمشاركة معرض قوانغتشو التجاري للصادرات الصينية لإقامة قاعة خاصة لخزف فنغشي فيها، هذا العمل مستمر إلى الآن، مما أدى إلى تشكيل شبكة تسويق دولية ضخمة لمؤسسات الخزف بتشاوتشو، ويزداد الطلب على بضائعها أضعافا سنة بعد سنة. بلغت قيمة إن
يتميز الألمان بدقتهم. لين داو فان، المدير العام لشركة تشاوتشو سونغفا المحدودة لإنتاج الخزف، قال: "المقاييس الألمانية هي الأشد صرامة في العالم. شركة سونغفا واحدة من المؤسسات الكبيرة لإنتاج الأدوات الخزفية اليومية في الصين. رافق لين داو فان زبائن من ألمانيا لفحص واختيار البضائع، ويشاهد كيف يفحص التجار الألمانيون البضائع بلمبة خاصة وفرجار وميزان الخ بدقة. هذا الفحص الصارم ضمان لنوعية خزف تشاوتشو الرائعة. بلغت قيمة إن
هدف تشاوتشو هو الوصول إلى المعايير العالمية وتحقيق المرتبة الأولى في صناعة الخزف. بلغت قيمة إن
لا تترك مؤسسات الخزف لتشاوتشو أي فرصة لعرض منتجاتها. يشترك فرع قوانغدونغ لمجموعة ستون في المعرض الدولي لفنون السيراميك كل سنة. عندما تحدث عن تطوير المنتجات الجديدة قال تساي تشن تشنغ، مدير عام هذا الفرع: "ستون تطور كل يوم تقريبا منتجات جديدة. 70% من منتجاتنا في معرض قوانغتشو التجاري للصادرات الصينية منتجات جديدة." بلغت قيمة إن
عندما تتغير متطلبات وتوجهات سوق الخزف الدولي، تستجيب صناعة خزف تشاوتشو في أسرع وقت ممكن، وتنتج المنتجات الجديدة بصورة سريعة وشاملة. في تشاوتشو أكثر من 10 آلاف مصنع لإنتاج الخزف ومجموعة كبيرة من المصانع ذات العلاقة. قال أحد المدراء بحي فنغشي: "إن مدينة تشاوتشو تستطيع تأمين كل احتياجات السوق الدولية من الخزف." بلغت قيمة إن
الآن المنتجات الخزفية لتشاوتشو تباع في أكثر من مائة وستين دولة ومنطقة، وتوجد وكالات لخزف تشاوتشو في مدن العالم الكبرى. يبلغ عدد التجار الأجانب الذين لهم علاقات تجارية مع تشاوتشو عشرين ألفا. بلغت قيمة إن
علامة مشهورة في معرض الخزف ببكين
في إبريل عام 2004، حصلت تشاوتشو على لقب "مدينة الخزف الصينية". هوانغ شين هونغ، عضو جمعية صناعة الخزف الصينية قال: عملت في صناعة الخزف عشرين سنة، كنت أعتقد أن صناعة الخزف الصيني لن تحقق فتحا جديدا، لكن في تشاوتشو رأيت أمل صناعة الخزف الصينية. بلغت قيمة إن
في عام 2003، بلغت قيمة الإنتاج السنوي لخزف تشاوتشو 68ر11 بليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8,266 يوان)، وقيمة التصدير 643 مليون دولار أمريكي، أصبحت تشاوتشو منطقة كبرى لإنتاج وتصدير الخزف الصيني. بلغت قيمة إن
من أجل عرض قدرة تشاوتشو الشاملة، أقيم معرض خزف تشاوتشو بقوانغدونغ في يونيو عام 2004. عرضت فيه أعمال خزفية نفيسة من إنتاج تشاوتشو. بلغ عدد زوار المعرض 150 ألفا. وتم توقيع 173 اتفاقا تعاونيا قيمتها 7ر5 بليون يوان. بلغت قيمة إن
الخزافون بتشاوتشو مبدعون، يجمعون بين خصائص الأدوات الخزفية اليومية والأشغال الخزفية الفنية، حتى القصعة الفخارية البسيطة أو الكوب الخزفي يكون ذا تصميم فريد. أي مؤسسة في تشاوتشو تستطيع إنتاج خزفيات من أكثر من عشرين ألف نوع وشكل. بلغت قيمة إن
تتطور صناعة خزف تشاوتشو بمعدل سنوي 30%. في عام 2003، كان عدد مؤسسات الخزف في تشاوتشو ستة آلاف يعمل بها 150 ألف فرد. في حي فنغشي بلغت قيمة إنتاج الخزف ستة بلايين يوان، وقيمة الصادرات 260 مليون دولار أمريكي. بلغت قيمة إن
جيانغ هونغ، أمين لجنة الحزب لمدينة تشاوتشو، قال مرات إن لقب "مدينة الخزف الصيني" ليس لقبا أبديا لتشاوتشو. أمين الحزب رفع شعار "جعل تشاوتشو مركز إنتاج وتطوير وتسويق الخزفيات".


http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2004n/4n12/12n28n3.htm

_-_-_-_-_-_ _-_-_-_-_-_ _-_-_-_-_-_

الخزف الأزرق شاهد على الصداقة الصينية العربية

هاي جيون ليانغ
الخزف الأزرق، الذي اخترعه الصينيون وأبدعوا في صناعته، دُرة في تاريخ الخزف الصيني وكنز فني عالمي.
تصنع بطانة الخزف الأزرق بالصلصال الفخاري، وترسم عليها تصميمات زخرفية بالكوبالت، ثم تطلى بالمينا (الطلاء الزجاجي)، وأخيرا، تحرق البطانة في درجة حرارة 1300 درجة مئوية لتثبيت وتشكيل الخزف الأزرق، ولهذا فإن الخزف الأزرق يعتبر خلاصة الجمع ببن التراب والنار وبلورة لاجتهاد وحكمة الشعب الصيني.
ظهر الخزف الأزرق في فترة أسرة تانغ (618- 907م)، وتطور في فترة أسرة سونغ (960- 1279م)، ونضج في فترة أسرة يوان (1271- 1368م)، وحافظ على ازدهاره منذ أسرتي مينغ (1368- 1644م) وتشينغ (1644- 1911م) إلى الآن. إنه تجسيد للثقافة الصينية المشرقة وكنز فني لكل العالم.
يتميز الخزف الأزرق بألوانه المتناسقة وأناقته الواضحة وتصميماته الزخرفية تحت المينا المقاومة للتآكل، فيمكن حفظها لمدة طويلة. لكل هذا ظل الإقبال على الخزف الأزرق كبيرا وحرص على اقتنائه النبلاء وأصحاب الذوق الرفيع من مختلف دول العالم، حيث أضحى رمزا لنفوذهم ومكانتهم. وبسبب شغفهم بالخزف الصيني، كان النبلاء يطلبون من الحرفيين تقليده، ولكن، هؤلاء لم يجيدوا صنع الخزف المتين والجميل، فأصبح الخزف الصيني لغزا وسرا من أسرار الصين، وصار الخزف يسمى "China"، أي الصين، في كل العالم.
سجل اختراع الخزف الصيني صفحة مشرقة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وإذا كانت قيمته لا تقدر بثمن إلا أن الأسعار التي تدفع في قطع الخزف الصيني مؤشر لقيمة هذا الكنز الفني. في نوفمبر عام 1997، باعت دار كريستي للمزادات بهونغ كونغ إناء "يويهو تشونبينغ" الخزفي من فترة حكم الإمبراطور هونغ وو (1368- 1398م) في أسرة مينغ، وهو إناء بطانة المينا له حمراء وعليه رسوم لزهور الفوانيا الشجرية، بمليونين وثمانمائة ألف دولار أمريكي، وقد قال بعض الخبراء وقتها إن هذا السعر مرتفع ولا مجال لارتفاع جديد في سعره، ولكن، في مايو عام 2006، بيع الإناء في دار كريستي بهونغ كونغ مرة أخرى بعشرة ملايين وستمائة ألف دولار أمريكي. وفي يوليو عام 2005، بيع إناء "قويقوتسي شياشان" الخزفي الأزرق من فترة أسرة يوان بثلاثين مليون وستمائة ألف دولار أمريكي بدار كريستي للمزادات بلندن.
الخزف الأزرق الصيني، الذي يحتل مكانة مهيمنة في السوق العالمية للخزف، له ارتباطات عديدة مع العرب، في المسيرة الطويلة لإتقان صنعه وتسويقه خارج الصين، وكان الخزف الأزرق شاهدا على الصداقة الصينية العربية.
كانت صبغة الخزف الأزرق تُنتج في بلاد العرب، وقد أثرت الألوان المختلفة لمواد الكوبالت في القيمة الجمالية والذوق الفني للخزف الأزرق. كانت صبغة الخزف الأزرق التي استخدمت في بداية فترة أسرة يوان هي "تو تشينغ"، وكلمة تشينغ تعني بالصينية الأزرق، أما في أواسط فترة أسرة يوان، فاستخدمت، خاصة في الأواني الخزفية للأسر الإمبراطورية التي تنتج بالقمائن الحكومية، صبغة زرقاء اسمها "السماري"، من منطقة سامراء ببلاد الرافدين. وتسجل وثيقة ((كويتيان وايشنغ)) من فترة أسرة مينغ أن صبغة "السماري" الزرقاء استخدمت في صنع الأواني الخزفية الزرقاء الخاصة للقصر الإمبراطوري منذ فترة حكم الإمبراطور يونغ له (1403- 1424م) حتى فترة حكم الإمبراطور شيوان ده (1425- 1435م). كما سميت صبغة "السماري" أيضا "هوي هوي تشينغ"، أي اللون الأزرق لقومية هوي في الصين، وقد ورد ذكرها باسم "سونيبوه تشينغ" في مقدمة وثيقة ((ينشي تشنغياو)) من فترة أسرة يوان. وبفضل سياسة الانفتاح على الخارج التي طبقتها حكومة أسرة يوان، حمل التجار العرب الأحجار الكريمة والعطور إلى الصين وعادوا إلى بلادهم بالحرير والخزف الصيني عبر طريق الحرير القديم. وفي تلك الأثناء لاحظوا أن صبغة "السماري" أجمل من الصبغة التي كانت مستخدمة في الصين، فنقلوها من بلاد الرافدين إلى الصين، ومن نتيجة ذلك أن صناعة الخزف الأزرق وصلت إلى قمة تطورها. وقد أثبتت اختبارات كيميائية أجريت داخل الصين وخارجها على الخزف الأزرق، أن صبغة "السماري" اشتملت على قليل من عنصر المنغنيز وكثير من عنصر الحديد، وعندما تسيل الصبغة في درجة الحرارة العالية، يطلى سطح بطانة الخزف بها فيصبح لونه أزرق قاتما، وتتلاشى الصبغة بشكل طبيعي، وتتبلور بقع سوداء لامعة على أجزاء السطح الكثيفة الصبغ، وتكون هذه الأجزاء مجسمة وغير مستوية. لذلك، وبفضل خصائصها الفريدة، استخدمت صبغة "السماري" في قمائن الخزف الحكومية على نطاق واسع في فترتي يوان ومينغ. وتجدر الإشارة إلى أن تشنغ خه، الذي قام بسبع رحلات بحرية إلى غربي الصين في الفترة بين عام 1405 وعام 1433، في فترة أسرة مينغ، عاد من بلاد العرب بكمية ضخمة من صبغة "السماري" التي استخدمت في صنع الخزف الأزرق على نطاق واسع في أواسط وأواخر فترة أسرة يوان وأوائل وأواسط فترة أسرة مينغ، مما فتح صفحة مشرقة في تاريخ الخزف الأزرق الصيني. ولكن، بحلول أواخر فترة أسرة مينغ، انقطعت إمدادات صبغة "السماري"، وتحديدا سنة 1470، فصارت الصبغة الزرقاء الصينية هي التي تستخدم في صنع الخزف الأزرق.
ومن ناحية أخرى، تضمنت التصميمات الزخرفية للخزف الأزرق أساليب زخرفية عربية، حيث ظهرت تصميمات زخرفية وحروف عربية وفارسية على سطح الخزف الأزرق. ومن ذلك إبريق خزفي أزرق بمقبض من فترة أسرة مينغ، موجود في معرض هونغشي الفني بتايبي، كتبت على فوهته عبارة بالفارسية تعني أن هذا الإبريق صنع لأمير فارسي 1035هـ (1625م). وفي معرض تيانمينلو بهونغ كونغ طاسة خزفية زرقاء من فترة حكم الإمبراطور يونغ له لأسرة مينغ، مكتوب على سطحها "الحمد لله". وفي أحد متاحف إيران إناء خزفي أزرق من فترة أسرة يوان مكتوب عليه بخط يد واحد من ملوك الفرس. إضافة إلى ذلك، يوجد في متحف العاصمة ببكين إناء "لينغتشي كايقوانغ" الخزفي الأزرق، مكتوب عليه عبارة "حلوى المؤمن". ومن المرجح أن الأواني الخزفية من هذا النوع، وهي كثيرة، صنعت للبيع في بلاد العرب. أما زخرفة الخزف الأزرق بالحروف العربية والفارسية، فبدأت في أواسط فترة أسرة يوان، واستمرت إلى أواخر فترة أسرة مينغ. ويوجد حاليا في متحف القصر الإمبراطوري ببكين أكثر من عشرين إناء خزفيا مزخرفا بالحروف العربية والفارسية من فترة حكم الإمبراطور تشنغ ده (1506- 1521م) لأسرة مينغ. ويوجد في متحف شانغهاي ومتحف القصر الإمبراطوري بتايبي والمتاحف باليابان ودول الشرق الأوسط كثير من الأواني الخزفية من هذا النوع، وهي دليل على التبادل الاقتصادي والثقافي الودي بين الصين والدول الإسلامية في فترتي يوان ومينغ.
تأثر تشكيل الخزف الأزرق بالأساليب العربية. ومن أجل الاستجابة لمطالب السوق العربية والتجار العرب، صنع عدد هائل من الأواني الخزفية في فترتي يوان ومينغ يتفق مع الذوق العربي. ويوجد حاليا في متحف التاريخ الصيني إبريق خزفي أزرق بمقبض، شكله البديع يختلف بوضوح عن تشكيل الخزف الصيني التقليدي، حيث يظهر فيه بجلاء التأثير الأجنبي. ويستخدم العرب الأباريق من هذا النوع لغسل الأيدي والأقدام أو سقي الزهور، ويسمي المسلمون الصينيون الأباريق من هذا النوع "إبريق تانغبينغ"، الذي ترى صوره على لوحات مطاعم ومتاجر الأطعمة الإسلامية. وتحفظ في متحف مقاطعة شانشي مبخرة خزفية زرقاء بثلاث قوائم، مزخرفة بحروف عربية، صنعت في داتونغ عام 1328. وهناك مبخرة خزفية زرقاء بثلاث قوائم أخرى، مزخرفة بحروف عربية، وتحفظ الآن في متحف القصر الإمبراطوري ببكين، وهما نموذجان للأواني الإسلامية. وفي متحف القصر الإمبراطوري ببكين إناء خزفي أزرق مزخرف بحروف عربية من فترة حكم الإمبراطور يونغ له لأسرة مينغ، صنع على غرار الأواني المعدنية الإسلامية. وفي متحف طوب قابي (Topkapi) بتركيا طاسة "تشنباو" من الخزف الأزرق، يرجع تاريخها إلى فترة أسرة يوان، قطرها 5ر40 سنتمترا، كما يوجد بمتاحف تركيا وإيران صواني خزفية زرقاء كبيرة يرجع تاريخها إلى فترة أسرة يوان، أكبرها صينية قطرها 57 سنتمترا. وهذه الأواني الخزفية الزرقاء الكبيرة لها علاقة بعادات الأكل للمسلمين بآسيا الوسطى والغربية. وحسب كتاب ((ينغتشو شنغلان)) الذي ألفه ما هوان في فترة أسرة مينغ، صنعت هذه الأواني خصيصا لتناول المنسف، الطعام المشهور عربيا.
كانت صادرات الخزف الأزرق الصيني تباع في بلاد العرب رئيسيا، ولكن في فترتي يوان ومينغ، كانت تصدر إلى كل العالم. وتوجد حاليا في العديد من المتاحف بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومصر واليابان أوان خزفية زرقاء صينية. ويبلغ عدد أواني الخزف الأزرق الموجودة حاليا في متاحف العالم أكثر من ثلاثمائة إناء من فترة أسرة يوان، منها أكثر من مائة في الصين، و80 إناء في متحف سراي طوب قابي بإسطنبول في تركيا، و37 إناء في متحف الآثار بطهران في إيران. ومعظم أواني الخزف الأزرق من فترة أسرة يوان المحفوظة في الصين صغيرة الحجم، أما الأواني البديعة الثمينة الكبيرة، فكانت تصدر إلى الشرق الأوسط وغربي آسيا والمناطق الساحلية بشرقي أفريقيا، وهذا دليل على ازدهار التبادل الاقتصادي والثقافي بين الصين وبلاد العرب في فترتي يوان ومينغ.
لكل ذلك، نستطيع أن نقول إن الخزف الأزرق الصيني، له روابط وثيقة مع العرب من حيث الصبغ والزخرفة والشكل والبيع والاقتناء. كما أن التبادل التجاري المزدهر بين الجانبين دفع تطور الخزف الأزرق الصيني بشكل بارز.

http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2007n/0710/p11.htm


_-_-_-_-_-_ _-_-_-_-_-_ _-_-_-_-_-_



خزفيات جينغده تشن .. ثروة وطنية

بقلم : ليو تشانغ بينغ مدير متحف جينغده تشن للخزفيات

متحف جينغده تشن للخزفيات أول متحف لفن صناعة الخزفيات والفخاريات في الصين، يشكل واحدا من المناظر الثقافية المشهورة في مدينة جينغده تشن بمقاطعة جيانغشي.
فتح المتحف أمام الزوار عام 1954. حفظت فيه وفرة من الأعمال الخزفية والفخارية، ومن أهمها منتجات من القمائن الحكومية لأسرتي مينغ وتشينغ ( 1368 ? 1911 ) وأعمال فنية لعهد جمهورية الصين ( 1911 ? 1949 ) وأعمال لفناني الخزف والفخار المعاصرين. يعتبر المتحف نافذة هامة تعرض حضارة الخزف والفخار الصينية لآلاف السنين.
اقتنى المتحف نفائس خزفية لعهد أسرة سونغ ( 960 ? 1279 ) ويوان (1279 ? 1369 ) ومينغ ( 1368 ? 1644 ) وتشينغ ( 1644 ? 1911 )? كما اقتنى أوعية خزفية ذات اسم " الكنوز الوطنية " التي صنعت في الـ 100 سنة الماضية. تنقسم خزفيات المتحف إلى 132 نوعا تضم 250 سلسلة ?2000 شكل وأكثر من عشرة آلاف تصميم. وفاز 391 عملا منها بالجوائز الذهبية أو الفضية من المستوى الدولي أو الوطني أو مستوى الوزارة. وإلى جانب ذلك، حفظت فيه خزفيات أهداها كبار القادة من بلدان أجنبية لبلادنا وخزفيات مشهورة منتجة في ألمانيا والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
ظهر في جينغده تشن كثير من فناني الخزف والفخار في عشرات السنين الماضية. ويعمل في المتحف اليوم 4 فنانين مشاهير هم : نينغ تشين تشنغ ( نائب مدير المتحف، كبير فناني الصناعة الخزفية لمقاطعة جيانغشي ) وتساو قان يوان ( المفتش الأكاديمي العام، رئيس جمعية الخطاطين في مدينة جينغده تشن ) وتشن جيون ( كبير فناني الصناعة الخزفية، مساعد مدير المتحف ) وسون لي شين ( فنان من أسرة فن الخزف والفخار، كبير فناني الصناعة الحرفية، مدير مركز تبادل الفنون الثقافية والأثرية في مدينة جينغده تشن ). عرضت أعمالهم في الداخل والخارج وفازت أكثر من مرة بالجوائز، ونالت حبا وتقديرا من قبل المقتنين في الصين وفيما وراء البحار.
في السنوات الأخيرة، انطلقت مقتنيات المتحف إلى الخارج لتعرض في فرنسا واليابان وهونغ كونغ ومكاو، ونالت هناك ثناء الشخصيات من مختلف الأوساط. صادف العام 2004 ذكرى ألف سنة لميلاد مدينة الخزف جينغده تشن. في عام 2003? أنشأت وزارة الثقافة الصينية في باريس مركزا ثقافيا صينيا، وأقامت فيه معرضا خاصا للنفائس الخزفية المحفوظة في متحف جينغده تشن. بعد أن عرف الرئيس شيراك الخبر، أرسل خطابا إلى المركز فورا، وزار المعرض، وأثنى على المعرض بقوله : الخزفيات بوصفها خلاصة للثقافة الصينية، جعلت شهرة الثقافة الصينية تمتد إلى أنحاء العالم وخاصة إلى البلدان الأوربية. حول هذا المعرض مع المعارض الأخرى " الصين العريقة " إلى مجال مغنطيسي قوي في (( عام الثقافة الصينية )) المقام في باريس. عرض في المركز 60 قطعة من الخزفيات فقط، ومع ذلك، قد جذبت المعروضات أكثر من عشرة آلاف متفرج للزيارة وشراء التذكارات.
جينغده تشن، لها علاقة مع فن الخزف في البلدان الأخرى. في الفترة من عهد أسرة مينغ إلى أواسط عهد أسرة تشينغ، بدأت اليابان تصنع الخزفيات حذوها حذو هذه المنتجات التي قد شاعت في أسواق العالم حينذاك، ودخلت في التجارة العالمية. ومنذ عهد أسرة مينغ، نقلت السفن التجارية البرتغالية كمية ضخمة من الخزفيات الصينية إلى بلدان أوروبا عن طريق مكاو. وفي الـ 100 سنة الأخيرة، ظهر في هونغ كونغ المدينة التجارية الدولية عدد كبير من المقتنين الراغبين في منتجات جينغده تشن.
علقت جريدة " الفيغارو " الفرنسية على الخزفيات الصينية قائلة : " الخزفيات الباهرة المعروضة في معرض باريس، هي هامش ممتاز كامل لجينغده تشن .. صرح فن الخزف خاصة وللصين بلاد الخزف عامة.
خلفية :
جينغده تشن تمتعت بشهرة في العالم في صناعة الخزف منذ أواخر القرن 15. وحتى القرن 18? لم يعرف الأوربيون بعد صنع الأواني الخزفية الحقيقية. وبتأثير الأواني الخزفية المصنوعة في جينغده تشن، بدأت أوروبا تشهد نموا في هذا المجال. وفي الفترة من أواخر عهد أسرة مينغ وأوائل عهد أسرة تشينغ، شهدت الأواني الصينية رواجا في أسواق أوروبا وفي العالم، وبوصفها " الذهب الأبيض "? حظيت بإقبال النبلاء والأغنياء والعوائل العادية. وكان الأوربيون قد لقبوا الخزفيات بكلمة (( china ))? معناها بلاد الخزف.

وعاء خزفي بعنوان (( الثلج خميرة الأرض )) .. من تصميم الفنان نينغ تشين تشنغ

الفنان تساو قان يوان في تصميم عمله الخزفي في اوموري باليابان عام 2004.



تصميم الفنان سو لي شين

مزهرية مطعمة

(( منظر طبيعي ))

وعاء خزفي وردي اللون مزين بأزهار وطيور


http://www.rmhb.com.cn/chpic/htdocs/rmhb/arb/200503/8-2.htm
____-----_____------_____------______-------_____-------_____
صناعة الخزف الصيني
١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤


كانت أواني الخزف الصيني تعد نوعا ثانيا من الصادرات الصينية بكميات هائلة بعد الحرير. وبما أن النقل البحري أكثر سلامة من النقل البري بالنسبة إلى أواني الخزف الصيني القابلة للكسر، كانت تنقل إلى الغرب بحرا في غالب الأحيان، وهذا ما جعل بعض الناس يسمي طريق الحرير البحري "طريق الخزف الصيني".
لقد اخترعت الصين الفخار قبل عشرة آلاف سنة، واستطاعت قبل ستة آلاف سنة أن تصنع أواني فخارية اتصفت بأنها عملية وذات مظهر جمالي؛ أما أواني الخزف الصيني فقد ظهرت في عهد شانغ وتشو (ما بين أوائل القرن السابع عشر قبل الميلاد وعام 256 ق.م)، واجتازت المرحلة الانتقالية من الخزف الصيني البدائي إلى الخزف الصيني العادي التي عاصرت فترة هان الشرقية (25 ق.م – 220م)؛ واستطاعت في عهد الممالك الثلاث وأسرتي جين الغربية والشرقية (220 – 420) أن تصنع أواني الخزف الصيني الأخضر أو الأسود البديعة في جيانغسو وتشجيانغ. وخلال الفترة التاريخية الطويلة الممتدة بين أسرتي تانغ ومينغ لم تكف صناعة الخزف الصيني عن التقدم، حتى إنها انتزعت إعجاب مختلف الأمم وذاع صيتها في أرجاء الدنيا. وكانت ألسنة العرب تلهج بالثناء عليها، فقد ورد في ((أخبار الصين والهند)) قول بأن أقداح الخزف الصيني الناعم صافية نقية كالزجاج بحيث يستطيع المرء أن يرى من خارجها ما في داخلها من الماء ، لذلك وصفه ابن بطوطة بأنه "أبدع أنواع الفخار" ؛ وقال لي تشاو في ((تكملة تاريخ تانغ)) أيضا إن "الخزف الصيني لازوردي كلون السماء، ورقيق كأنه الورق، و له رنين كرنين الجرس". وذلك كله يدل على أن العرب لم يكونوا مبالغين في إطرائهم للخزف الصيني. وكانوا لشدة إعجابهم به، يدعونه "الصيني" نسبة إلى الصين، ثم أصبحت هذه اللفظة فيما بعد تطلق على كل نوع من الأواني الخزفية. لقد كانت أواني الخزف المصنوعة في الصين تعتبر في نظر العرب من النفائس؛ فوالي مصر اختار منها أربعين قطعة، وأرسلها هدية إلى دمشق عام 1171، وقيل في بعض الأماكن إن طبق الخزف الصيني الأخضر يكشف ما إذا كان الطعام يحتوي سما.
كانت أواني الخزف الصيني في عهد أسرة تانغ تنقل إلى بلاد العرب وتباع في أسواقها. وكان من بين الهدايا التي قدمها حاكم خراسان إلى هارون الرشيد أوان بديعة من الخزف الصيني. وبعد عهد تانغ صارت أواني الخزف الصيني تصدر إلى بلاد العرب بكميات هائلة، وقد اكتشفت بين حفريات الكثير من الأقطار العربية كسارات من أواني الخزف الصيني من عهود مختلفة .
ففي العراق اكتشفت في حفريات سامراء شمالي بغداد كسارات من الخزف الصيني الأبيض والخزف الصيني الأخضر، منها ما يعود إلى خزف لونغتشيوان الأخضر من عهدي سونغ الجنوبية ويوان المنغولية. وقد سبق لسامراء أن كانت عاصمة الدولة العباسية في الفترة الممتدة من عام 836 إلى عام 892. وفي إطلال طيشفون على بعد خمسة وثلاثين كيلومترا جنوبي بغداد عثر بين حفرياتها على كثير من كسارات خزف لونغتشيوان الأخضر الذي يعود زمنه إلى ما بين القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر. وفي عبرتا على بعد ستين كيلومترا جنوب شرقي بغداد وما يجاورها من منطقة ديالى اكتشفت بالحفر كسارات من الخزف الصيني البني اللون الذي تم إحراقه في أتون يويتشو الشهير ما بين القرن التاسع والعاشر، وكسارات من الخزف الصيني الأبيض المصنوع في جنوبي الصين. وفي البصرة وأطلال الحيرة والأبلة اكتشفت كسارات من خزف لونغتشيوان الأخضر.
وفي سوريا اكتشفت في حفريات حماة كسرات آنية من الخزف الصيني الأبيض وقصعة من الخزف الصيني الأخضر عليها نقوش نافرة من عود الصليب، وهما مما صنع في عهد أسرة سونغ الجنوبية، وكذلك كسرات أوان من الخزف الصيني مما صنع في عهد أسرة يوان بما فيه النوع الأبيض والنوع الأخضر والنوع الأزرق والأبيض.
وفي لبنان اكتشفت بالحفر في بعلبك كسرات من خزف لونغتشيوان الأخضر المزخرف بتصاميم اللوتس والذي تم إحراقه في عهد أسرة سونغ، وكسرات طاسات من الخزف الصيني الأخضر والأبيض المزخرف بتصاميم الأزهار والأعشاب والذي تم إحراقه في عهد أسرة يوان. عفت عليها الأيام،
وفي عمان اكتشفت في الموقع القديم لمدينة صحار كسرات من الخزف الصيني، وخاصة الخزف الصيني الأزرق والأبيض من عهد أسرة مينغ.
وفي البحرين اكتشفت قطع من خزف لونغتشيوان الأخضر من أوائل عهد أسرة مينغ. عفت عليها الأيام،
وفي اليمن اكتشفت في عدن وبعض الأماكن القريبة منها كسرات من الخزف الصيني. وفي (Zahlan) اكتشفت كسرات من خزف لونغتشيوان الأخضر من عهد أسرة سونغ، وكسرات من الخزف الصيني الأبيض والأزرق من عهد أسرة يوان.
وفي السودان اكتشفت في موقع عيذاب الأثري كسرات من الخزف الصيني الأخضر يعود تاريخه إلى ما قبل أواسط عهد أسرة مينغ، وفيها قطعة عليها نقوش باغسبوية .
وفي الصومال اكتشفت بين حفرياتها كسرات من خزف جينغدتشن في الصين.
وفي مصر بدأت أواني الخزف الصيني تدخلها منذ القرن التاسع عن طريق ميناء عيذاب السوداني، حيث كانت تنقل إلى المناطق الداخلية في السودان، وإلى الفسطاط المحطة الهامة لتجميع ونقل أواني الخزف الصيني في العصور الوسطى، ومن ثم تنقل مرة أخرى إلى إيطاليا وصقلية وأسبانيا وبلاد المغرب. وبين الآلاف المؤلفة من كسرات الخزف الصيني التي عثر عليها في حفريات موقع الفسطاط الأثري ما يعود إلى عهد أسرة تانغ من الخزف الصيني الأخضر والخزف الصيني الأبيض؛ وما يعود إلى عهد أسرة سونغ من الخزف الصيني اللازوردي، وخزف لونغتشيوان الأخضر – وهو في الغالب سلطانيات مزخرفة بتصاميم اللتوس أو بتصاميم عروق السحب، وأطباق مزخرفة بتصاميم العنقاء، ومغاسل كل منها مزخرفة بتصميم سمكتين ؛ وما يعود إلى عهد أسرة يوان من سلطانيات مزخرفة بتصاميم اللوتس وأطباق أو صحون مزخرفة بتصاميم عود الصليب، وأطباق مزخرفة بتصاميم التنينين المتنافسين على الدرة، وأطباق مؤبلكة بتصاميم السمكتين، بالاضافة إلى الأوعية والأفران والكؤوس..ال! خ. وأخيرا منها ما يعود إلى عهد أسرة مينغ من الخزف الصيني الأزرق والأبيض.
ومن أواني الخزف الصيني القديم التي اكتشفت في حفريات الأقطار العربية ما هو محفوظ في المتاحف بالبلدان الغربية، ومنها ما هو محفوظ في المتاحف بالأقطار العربية. ففي قصر العظم بدمشق أوان من الخزف الصيني القديم، وفي متحف بغداد مزهريات صينية من الخزف الصيني الأخضر، وفي المتحف المصري بعض أواني الخزف الصيني أيضا. وهذه المعروضات تحظي ببالغ الاهتمام لدى العرب باعتبارها دلائل أثرية على الاتصالات الودية التي قامت بين الصين وبلادهم في العصور القديمة.
انتقلت صناعة الخزف الصيني إلى بلاد العرب في القرن الحادي عشر، وعلى يد العرب انتقلت إلى البندقية عام 1470، ومنذ تلك الفترة بالذات بدأت أوربا إنتاج الخزف الصيني. وأخذت مصر في أيام الفاطميين تصنع أواني الخزف على غرار الخزف الصيني ابتداء من الخزف الصيني الأخضر، ثم الأزرق والأبيض، وقد فعلت ذلك من حيث الأشكال والتصاميم أولا، ثم شكلت المميزات الخاصة بها تدريجيا. وبلغت مستوى عاليا جدا في صناعة الخزف في غضون النصف الأول من القرن الحادي عشر، حيث كانت خزفياتها "تبدو في غاية الجمال والشفافية حتى إن المرء يستطيع أن يرى يده من ورائها".
_________------___---------______-------_______---------_________--------_____
الخزف الصيني
لقد اخترعت الصين الفخار قبل عشرة آلاف سنة ، واستطاعت قبل ستة آلاف سنة أن تصنع أواني فخارية اتصفت بأنها عملية وذات مظهر جمالي ؛ أما أواني الخزف الصيني فقد ظهرت في عهد شانغ وتشو (ما بين أوائل القرن السابع عشر قبل الميلاد وعام 256 ق।م)، واجتازت المرحلة الانتقالية من الخزف الصيني البدائي إلى الخزف الصيني العادي التي عاصرت فترة هان الشرقية (25 ق।م – 220م) ؛ واستطاعت في عهد الممالك الثلاث وأسرتي جين الغربية والشرقية (220 – 420) أن تصنع أواني الخزف الصيني الأخضر أو الأسود البديعة في جيانغسو و تشجيانغ. وخلال الفترة التاريخية الطويلة الممتدة بين أسرتي تانج و مينج لم تكف صناعة الخزف الصيني عن التقدم ، حتى إنها انتزعت إعجاب مختلف الأمم وذاع صيتها في أرجاء الدنيا।
تاريخ
تعريف السيراميك
Ming presentation porcelain, from the Ming Dynasty era.
الخزف الصيني نوع من السيراميك له قيمة جمالية عالية، كما أنه قوي. ويُسمى في الغالب الصيني أو الأواني الصينية؛ لأنه صنع أولاً في الصين. ويتصف الخزف الصيني بالبياض، والمظهر الرقيق والشفافية. ولأنه أقوى منتج خزفي فإنه يستخدم في العوازل الكهربائية وأجهزة المختبر. ورغم هذا عُرف الخزف الصيني في المقام الأول، على أنه مادة المزهريات ذات الجودة العالية وآنية المائدة، بالإضافة إلى التماثيل الصغيرة وأشياء الزينة الأخرى. ويُصدِر نوع الخزف الصيني المستخدم في مثل هذه الأغراض صوتًا يُشبه الجرس عندما يرتطم. ويختلف الخزف الصيني عن الأنواع الأخرى للخزف في مكوناته، والعملية التي يُنتج بوساطتها. وهناك نوعان عامان للخزف، هما الخزف الطيني والخزف الحجري، وكلاهما مصنوع من طينة طبيعية واحدة تُحرق (تُحمص). وفي حالات كثيرة يكسى الجسم بمادة زجاجية تعرف باسم التزجيج (الطلاء الزجاجي). وينتج عند الاحتراق في درجة حرارة منخفضة آنية فخارية وهي مادة مسامية.
ويمكن أن يصنع الخزف الطيني بحيث لا ترشح الماء، وذلك بتزجيجها. وينتج الاحتراق في درجات حرارة مرتفعة آنية حجرية قاسية وثقيلة. ويكون الخزف الطيني غير مسامي بدون تزجيجه.
وبخلاف الخزف الطيني والخزف الحجري يُصنَع الخزف الصيني أساسًا من خليط من مقوّمين كاولين و بيتونتيس. والكاولين هو الطينة البيضاء النقية التي تتشكل عندما تحلل سليكات الألومنيوم (الفلسبار).
أما البيتونتيس فهو نوع من الفلسبار موجود في الصين فقط يُطحن إلى مسحوق ناعم ويُخلط مع الكاولين. ويُحرق هذا الخليط في درجة حرارة تتراوح بين 1250°م و1450°م، وعند درجة الحرارة القصوى يتزجج البيتونتيس أي أنه ينصهر معًا، ويكون زجاجًا طبيعيًا غير مسامي.
أما الكاولين وهو شديد المقاومة للحرارة، فلا ينصهر؛ ولهذا يسمح للجسم أن يحتفظ بشكله وتصبح العملية كاملة عندما ينصهر البيتونتيس في
الكاولين.
أنواع الخزف الصيني
توجد ثلاثة أنواع رئيسية للخزف الصيني: 1- الخزف الصيني قوي العجينة 2- الخزف الصيني الناعم العجينـة 3- الخزف العَظْمِي.
وتعتمد الاختلافات بين هذه الأنواع على المادة التي تكوّن كلاً منها، وتُسمى هذه المادة البدن أو العجينة.
صينية سيفر صُنعت في عام 1767م. توضّح الألوان اللامعة والتذهيب النموذج السائد للخزف الفرنسي.تحمل الصينية في منتصفها لوحة لبعض الطيور في إطار منظر طبيعي. ومثل هذه اللوحة شائع في تصميمات السيفر. الخزف الصيني الصلب العجينة. في بعض الأحيان يسمى الخزف الصيني الحقيقي أو الطبيعي. ويُعد دائمًا نموذجيًا مثاليًا لصُنّاع الخزف الصيني. وهو نوع من الخزف طوره أولاً الصينيون من الكاولين والبيتونتيس. ويقاوم الخزف الصيني القوي العجينة الانصهار أفضل كثيرًا من أنواع الخزف الأخرى ولهذا يمكن أن يُحرق في درجات حرارة أعلى.
ودرجات الحرارة العالية هذه تجعل قطعة الفخار والتزجيج تصبحان قطعة واحدة. وعندما يُكسر الخزف الصيني الصلب العجينة يكون من المستحيل تمييز العجينة عن التزجيج.
ويمكن أن تختلف نسب الكاولين والبيتونتيس في الخزف الصيني الصلب العجينة. ويُسمى الخزف الصيني سيفر إذا كانت النسبة المئوية لمادة الكاولين عالية، ويُقال إنه معتدل إذا كانت النسبة المئوية للكاولين منخفضة. ويفضّل غالبية جامعي الخزف الصيني النوع المعتدل منه؛ بسبب مظهره الأملس والرقيق، وعند المقارنة يمكن أن يبدو الخزف القوي خشنًا وباردًا.
تمثال ميسان صغير يعود إلى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، أبدعه يوهان كندلر، فنان ألماني اشتهر بتصميماته الجميلة المزخرفة برسوم للناس والحيوانات. الخزف الصيني الناعم العجينة. في بعض الأحيان يُسمى الخزف الصيني الصناعي. وكان قد تم تطويره في أوروبا في محاولة لتقليد الخزف الصيني القوي العجينة. وكان الخبراء قد استخدموا نوعية واسعة من المواد خلال مجهوداتهم لإنتاج مادة قاسية، وبيضاء وشفافة. وفي آخر الأمر قاموا بتطوير خزف صيني ناعم العجينة، باستخدام خليط مكون من طينات ناعمة ومتعددة، ومواد تشبه الزجاج. وكانت هذه المواد تنصهر عند درجات الحرارة العالية المستخدمة في صنع الخزف الصيني القوي العجينة. ولهذا السبب فإن الخزف الصيني الناعم العجينة يُحرق في درجات حرارة أقل ولا يتزجج بالكامل، أي أنه يظل مساميًا لحد ما. وعند كسر قطعة من الخزف الصيني الناعم العجينة، تكشف عن بدن مُحبَّب (ذو حبيبات) مُغطى بطبقة زجاجية من مادة التزجيج. وعلى الرغم من أن الخزف الصيني الناعم العجينة اخُترع لتقليد الخزف الصيني الحقيقي إلا أن له جدارة في ذاته. ومعظمه قشدي اللون. ويفضل بعض الناس هذا اللون على الأبيض النقي، بالإضافة إلى هذا فإن الألوان المستخدمة في زخرفته، تندمج مع طبقة الطلاء الزجاجي لإنتاج تأثير حريري ناعم يجتذب كثيرًا من جامعي الخزف.
الخزف العَظْمِي. يصنع بشكل أساسي من إضافة رماد العظم (عظام الحيوانات المحترقة) إلى الكاولين والبيتونتيس. وقد اكتشف صانعو الخزف الصيني الإنجليز هذا المركّب منذ نحو عام 1750م.
ومازالت إنجلترا تنتج تقريبًا كل الخزف العَظْمِي في العالم. ورغم أنه ليس قويًا مثل الخزف الصيني الحقيقي، إلا أنه أكثر متانة من الخزف الصيني الناعم العجينة، كما أن رماد العظم يزيد من شفافيته.

زخرفة الخزف الصيني
تُشكّل قطعة الخزف الصيني إما على عجلة صانع الفخار وإما في قالب. وبعد هذه المرحلة يمكن لصانع الخزف الصيني أن يزخرفه بواحدة من هذه الطرق:1- إجراء تغييرات في السطح. 2- الرسم (التصوير التشكيلي). 3- الطبع بالنقل.
إجراء تغييرات في السطح. تتم بوساطة الحز (الحفر) أو الثقب (فتحات مثقوبة)، أو نقش بارز باستعمال تصميمات بارزة.
وهناك طريقة معروفة لزخرفة الخزف الصيني بنقوش بارزة، تتمثل في إضافة خليط من الماء والطين يُسمى الطينة السائلة إلى المادة بوساطة فرشاة. وتُصنع عادة تصميمات النحت البارزة ذات التأثيرات ثلاثية الأبعاد في قوالب منفصلة. ثم تُلصق بالخزف.
آنية عشاء حديثة من الخزف الصيني تُزخرف غالبًا بنماذج رقيقة للنباتات والأزهار. الرسم (التصوير التشكيلي). يمكن أن يُرسَم سطح الخزف الصيني بطرق عديدة: أول طريقة تكون باستخدام مادة التزجيج الملون مثل السيلادون الصيني الشهير، وهذا التزجيج له لون رمادي مُخضَر ناعم.
أما الطريقة الأخرى للزخرفة فهي التزجيج التحتي وهي تصميمات مرسومة على القطعة قبل تزجيجها، ويُعد اللون الأزرق الداكن المصنوع من الكوبالت المعدني أكثر لون يُعتَمد عليه في طريقة التزجيج التحتي. وقد استخدم الكوبالت الأزرق على نطاق واسع في كل من الصين وأوروبا.
وتُسمى الرسوم المستخدمة فوق التزجيج بوجه عام مينا. وقد أنجزت نوعية كبيرة من ألوان المينا في فترة مبكرة وصُنعت معظم الألوان من عدة أكاسيد معدنية مثل الحديد، والنحاس، والمنجنيز وتتطلب ألوان المينا احتراقًا ثانيًا لجعلها مستديمة.
يختلف الرسم على الخزف الصيني في أوروبا بشكل كبير عن مثيله في الصين. فالمزخرفون الصينيون يفصلون كل لون عن اللون التالي بوساطة حدود داكنة، ولكن الفنانين الأوروبيين يمزجون الألوان معًا دون خط فاصل. وبالإضافة إلى هذا يستخدم الأوروبيون زخارف مجردة حسب القيمة الفنية، لكن الزخارف الصينية كانت رمزية. وعلى سبيل المثال فإن تصميم واحدة من ثمار الرُّمان ترمز لرغبة في عدد كبير من النسل لأن ثمرة الرُّمان بها بذور كثيرة.
الطبع بالنقل. أحدث الطبع بالنقل ثورة في صناعة الخزف الصيني عام 1756م، وذلك بتمكين العمال من زخرفة الآنية أسرع كثيرًا مما كانوا يستطيعونه باليد. وفي هذه العملية يُحفَر التصميم على لوح نحاسي يتم تحبيره بوساطة لون خزفي. ثم ينقل إلى ورق شبه شفاف. وعندما يظل اللون مبللاً يُضغط الورق شبه الشفاف على المادة المصنوعة من الخزف الصيني تاركًا التصميم على سطحها.

الخزف الصيني في بلاد العرب
أقدم ذكر للخزف الصيني (الپورسلين) من أجنبي، كان من رحالة عربي أثناء
أسرة تانگ قائلاً:

"They have in China a very fine clay with which they make vases which are as transparent as glass; water is seen through them. The vases are made of clay"
[1].

The Arabs were aware of the materials necessary to create glass ware, and he was certain it was not the usual glass material.
وكانت ألسنة العرب تلهج بالثناء عليها، فقد ورد في ((أخبار الصين والهند)) قول بأن أقداح الخزف الصيني الناعم صافية نقية كالزجاج بحيث يستطيع المرء أن يرى من خارجها ما في داخلها من الماء ، لذلك وصفه
ابن بطوطة بأنه "أبدع أنواع الفخار" ؛ وقال لي تشاو في ((تكملة تاريخ تانج)) أيضا إن "الخزف الصيني لازوردي كلون السماء ، ورقيق كأنه الورق ، و له رنين كرنين [الجرس]". وذلك كله يدل على أن العرب لم يكونوا مبالغين في إطرائهم للخزف الصيني. وكانوا لشدة إعجابهم به ، يدعونه "الصيني" نسبة إلى الصين ، ثم أصبحت هذه اللفظة فيما بعد تطلق على كل نوع من الأواني الخزفية. لقد كانت أواني الخزف المصنوعة في الصين تعتبر في نظر العرب من النفائس ؛ فوالي مصر اختار منها أربعين قطعة ، وأرسلها هدية إلى دمشق عام 1171 م ، وقيل في بعض الأماكن إن طبق الخزف الصيني الأخضر يكشف ما إذا كان الطعام يحتوي سما. عفت عليها الأيام ، كانت أواني الخزف الصيني في عهد أسرة تانج تنقل إلى بلاد العرب وتباع في أسواقها. وكان من بين الهدايا التي قدمها حاكم خراسان إلى هارون الرشيد أوان بديعة من الخزف الصيني. وبعد عهد تانج صارت أواني الخزف الصيني تصدر إلى بلاد العرب بكميات هائلة ، وقد اكتشفت بين حفريات الكثير من الأقطار العربية كسارات من أواني الخزف الصيني من عهود مختلفة.
ففي
العراق اكتشفت في حفريات سامراء شمالي بغداد كسارات من الخزف الصيني الأبيض والخزف الصيني الأخضر ، منها ما يعود إلى خزف لونغتشيوان الأخضر من عهدي سونج الجنوبية و يوان المنغولية. وقد سبق لسامراء أن كانت عاصمة الدولة العباسية في الفترة الممتدة من عام 836 إلى عام 892. وفي إطلال طيشفون على بعد خمسة وثلاثين كيلومترا جنوبي بغداد عثر بين حفرياتها على كثير من كسارات خزف لونجتشيوان الأخضر الذي يعود زمنه إلى ما بين القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر. وفي عبرتا على بعد ستين كيلومترا جنوب شرقي بغداد وما يجاورها من منطقة ديالى اكتشفت بالحفر كسارات من الخزف الصيني البني اللون الذي تم إحراقه في أتون يويتشو الشهير ما بين القرن التاسع والعاشر ، وكسارات من الخزف الصيني الأبيض المصنوع في جنوبي الصين. وفي البصرة وأطلال الحيرة و الأبلة اكتشفت كسارات من خزف لونجتشيوان الأخضر.
وفي
سوريا اكتشفت في حفريات حماة كسرات آنية من الخزف الصيني الأبيض وقصعة من الخزف الصيني الأخضر عليها نقوش نافرة من عود الصليب ، وهما مما صنع في عهد أسرة سونغ الجنوبية ، وكذلك كسرات أوان من الخزف الصيني مما صنع في عهد أسرة يوان بما فيه النوع الأبيض والنوع الأخضر والنوع الأزرق والأبيض .
آنية لوضع الزهور من الخزف الصيني
وفي
لبنان اكتشفت بالحفر في بعلبك كسرات من خزف لونجتشيوان الأخضر المزخرف بتصاميم اللوتس والذي تم إحراقه في عهد أسرة سونج ، وكسرات طاسات من الخزف الصيني الأخضر والأبيض المزخرف بتصاميم الأزهار والأعشاب والذي تم إحراقه في عهد أسرة يوان.
وفي
عمان اكتشفت في الموقع القديم لمدينة صحار كسرات من الخزف الصيني ، وخاصة الخزف الصيني الأزرق والأبيض من عهد أسرة مينج.
وفي
البحرين اكتشفت قطع من خزف لونجتشيوان الأخضر من أوائل عهد أسرة مينج.
وفي
اليمن اكتشفت في عدن وبعض الأماكن القريبة منها كسرات من الخزف الصيني.
وفي
زحلان اكتشفت كسرات من خزف لونجتشيوان الأخضر من عهد أسرة سونج ، وكسرات من الخزف الصيني الأبيض والأزرق من عهد أسرة يوان.
وفي
السودان اكتشفت في موقع عيذاب الأثري كسرات من الخزف الصيني الأخضر يعود تاريخه إلى ما قبل أواسط عهد أسرة مينج ، وفيها قطعة عليها نقوش باجسبوية.
وفي
الصومال اكتشفت بين حفرياتها كسرات من خزف جينجدتشن في الصين.
وفي
مصر بدأت أواني الخزف الصيني تدخلها منذ القرن التاسع عن طريق ميناء عيذاب السوداني ، حيث كانت تنقل إلى المناطق الداخلية في السودان ، وإلى الفسطاط المحطة الهامة لتجميع ونقل أواني الخزف الصيني في العصور الوسطى ، ومن ثم تنقل مرة أخرى إلى إيطاليا و صقلية و أسبانيا وبلاد المغرب. وبين الآلاف المؤلفة من كسرات الخزف الصيني التي عثر عليها في حفريات موقع الفسطاط الأثري ما يعود إلى عهد أسرة تانج من الخزف الصيني الأخضر والخزف الصيني الأبيض ؛ وما يعود إلى عهد أسرة سونج من الخزف الصيني اللازوردي ، وخزف لونجتشيوان الأخضر – وهو في الغالب سلطانيات مزخرفة بتصاميم اللوتس أو بتصاميم عروق السحب ، وأطباق مزخرفة بتصاميم العنقاء ، ومغاسل كل منها مزخرفة بتصميم سمكتين ؛ وما يعود إلى عهد أسرة يوان من سلطانيات مزخرفة بتصاميم اللوتس وأطباق أو صحون مزخرفة بتصاميم عود الصليب ، وأطباق مزخرفة بتصاميم التنينين المتنافسين على الدرة ، وأطباق مؤبلكة بتصاميم السمكتين ، بالاضافة إلى الأوعية والأفران والكؤوس..الخ. وأخيرا منها ما يعود إلى عهد أسرة مينغ من الخزف الصيني الأزرق والأبيض.
ومن أواني الخزف الصيني القديم التي اكتشفت في حفريات الأقطار العربية ما هو محفوظ في المتاحف بالبلدان الغربية ، ومنها ما هو محفوظ في المتاحف بالأقطار العربية. ففي
قصر العظم في دمشق أوان من الخزف الصيني القديم ، وفي متحف بغداد مزهريات صينية من الخزف الصيني الأخضر ، وفي المتحف المصري بعض أواني الخزف الصيني أيضا. وهذه المعروضات تحظي ببالغ الاهتمام لدى العرب باعتبارها دلائل أثرية على الاتصالات الودية التي قامت بين الصين وبلادهم في العصور القديمة.
نبذة تاريخية
الخزف الشرقي. من المحتمل أن يكون الصينيون قد صنعوا أول خزف حقيقي خلال عهد أسرة تانغ الحاكمة (618 -907م). وقد تطوّرت طرق تجميع المكونات الصحيحة، وحرق الخليط في درجة حرارة قصوى، تدريجيًا عن الآنية الحجرية. وخلال عهد أسرة سونج الحاكمة (960- 1279م) أنشأ الأباطرة الصينيون مصانع ملكية لإنتاج الخزف لقصورهم. ومنذ القرن الرابع عشر الميلادي صُنع معظم الخزف في جنديزهين.
وظل الصينيون لقرون عديدة يصنعون أجمل خزف في العالم. وينظر جامعوه لكثيٍر من الزبديات والمزهريات الخزفية المُنتَجة خلال عهد أسرة مينج (1368-1644م) وأسرة كينج (1644-1912م) على أنها كنوز فنية. وقد أنجز الخزافون الصينيون خزفًا مطليًا بالتزجيج التحتي الشهير، المكوّن من اللونين الأزرق والأبيض، خلال فترة أسرة مينج. وفي هذه الفترة أيضًا أصبح الرسم فوق التزجيج بألوان المينا طريقة شائعة للزخرفة. وخلال فترة كينج طوّر الصينيون نوعية كبيرة من الأشكال والألوان، وقاموا بتصدير المواد المصنوعة من الخزف إلى أوروبا بأعداد متزايدة.
انتشرت أسرار صُنع الخزف الصيني في كوريا بحلول القرن الثاني عشر الميلادي، وبدورها نشرتها في اليابان خلال القرن السادس عشر الميلادي. وفي هذين البلدين أبدع الصانعون مواد جميلة من الخزف. وقد أُنتج الخزف الياباني المسمى
كاليمون لأول مرة خلال القرن السابع عشر الميلادي. وهو يحمل تصميمات بسيطة على خلفية بيضاء. وهناك خزف ياباني مشهور يُسمى آنية إيماري أو آريتا ويشتهر بالزخارف المكثفة في الأزرق الغامق والأحمر.
أسرتا سونج ويوان
A Song Dynasty porcelain bottle with iron pigment over transparent colorless glaze, 11th century.
أسرة تشينج
الخزف الأوروبي
وفي وقت مبكر من القرن الثاني عشر الميلادي،جلب التجار خزفًا صينيًا إلى أوروبا؛ حيث أصبح موضع إعجاب كبير، ولكنه كان نادرًا وغالي الثمن جدًا؛ لدرجة أن الأثرياء فقط هم الذين كان بإماكانهم شراؤه؛ ولأن التجارة مع الشرق ازدادت خلال القرن السابع عشر الميلادي، أصبح الخزف الصيني شائعًا بين جمهور العامة. ولما أصبحت عادة شرب الشاي والقهوة والكاكاو منتشرة على نطاق واسع؛ أوجدت طلبًا متزايدًا على أكواب وأطباق الصيني واستجاب صُنّاع الخزف الأوروبيون فحاولوا صنع خزف قوي العجينة بأنفسهم، ولمدة طويلة فشلوا في اكتشاف السر، ومع ذلك أسفرت بعض تجاربهم عن خزف جميل ناعم العجينة. وبالفعل أنُتج أول خزف أوروبي ناعم العجينة في فلورنسا، بإيطاليا نحو عام 1575م.
وفي القرن الثامن عشر الميلادي بدأ الخزف المُصنَّع في أجزاء عديدة من أوروبا في التنافس مع الخزف الصيني وقد أصبحت كل من فرنسا وألمانيا، وإيطاليا وإنجلترا مراكز رئيسية لإنتاج الخزف الأوروبي.

الخزف الفرنسي
اشتهرت فرنسا خلال القرن الثامن عشر الميلادي بوصفها منتجًا رئيسياً للخزف الناعم العجينة. وأنُشئت المصانع الأولى في
روان، وسان كلود، وليل، وشانتلي. وقد أنتج أكثر أنواع الخزف الناعم العجينة شهرة أولاً في فانسان عام 1738م. وفي عام 1756م انتقل المصنع إلى بلدة سيفر ومن ثم أصبح الخزف الناعم العجينة المنتج فيها معروفًا باسم سيفر. وكانت للسيفر المبكر أشكال جميلة وألوان ناعمة كما كانت قطع السيفر المنتجة عام 1750م إلى عام 1770م مزخرفة بألوان لامعة ومذهبة تذهيبًا ثقيلاً، وكان للكثير من هذه القطع خلفيات ملونة بكثافة ولوحات مطوّقة بأُطرٍّ مرسومة تصور الطيور والزهور والمناظر الطبيعة أو الأشخاص. وقد اشتهر السيفر أيضًا بتماثيله الصغيرة الفخارية الجميلة.
وابتداءً من عام 1771م تطورّت صناعة الخزف القوي العجينة بالقرب من
ليموج؛ حيث اكتشفت رواسب من الكاولين. وبحلول القرن التاسع عشر الميلادي أصبحت ليموج واحدة من أكبر مراكز الخزف في أوروبا. ثم افتتح أمريكي يُدعى دافيد هافيلاند مصنعًا للخزف في ليموج عام 1842 م لصنع آنية المائدة للسوق الأمريكي. وكان خزف هافيلاند يتصف بالألوان الناعمة التي تنسجم مع أشكال الزهور والنباتات الصغيرة.
الخزف الالماني
اكتشف كيميائي ألماني يدعى
فريدريك بُوتجَر، سر صناعة الخزف القوي العجينة بين 1708م و 1709م، وقد أدّى هذا الاكتشاف إلى إنشاء مصنع للخزف في مايسن عام 1710م. وفي بعض الأحيان يُطلق على خزف مايسن اسم خزف درزدن؛ لأن بوتجر عمل أولاً بالقرب من هذه المدينة. فاق هذا الخزف في الجودة ـ ولمدة قرن تقريبًا ـ كل الخزف القوي العجينة المُصَّنع في أوروبا.
ويمكن أن يعزى النجاح الكبير لخزف مايسن جزئيًا إلى الفنانين الممتازين الذين قاموا بزخرفته؛ إذ أنهم رسموا الآنية بتنوع مذهل في الألوان و التصميمات. وكان
يوهان هارولد الذي أصبح الفنان الأول في عام 1720م، قد أنتج تصميمات صينية ويابانية جميلة بالإضافة إلى تصميمات أوروبية. كذلك اشتهر يوهان كاندلر الذي عمل من نحو سنة 1730م إلى 1770م، برسومه المتأنقة للحيوانات والأشخاص. غير أن الاضطراب السياسي في ألمانيا والمنافسة مع خزف سيفر أديا إلى تدهور مصنع مايسن في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي. ورغم أنه استمر يعمل ولكنه لم يصنع آنية بنفس الجودة الفنية.
الخزف الإنجليزي
تشتهر إنجلترا بوصفها مركزًا لإنتاج الخزف العَظْمِي. وقبل اختراع الخزف العظمي كان الإنجليز يصنعون خزفًا ناعم العجينة في تشلسي وبو وديربي. وكانت غالبية الخزف الإنجليزي تتخذ أشكال التصميمات الأوروبية والشرقية.
ويُعد
خزف ووستر، الذي أنتج لأول مرة عام 1751م، أقدم وأفضل خزف إنجليزي. وخلال سنواته المبكرة أنتج مصنع ووستر خزفًا ناعم العجينة. وكان أغلبه مزخرفًا بتصميمات صينية على طريقة الطلاء التحتي. منذ الستينيات من القرن الثامن عشر الميلادي قام تصنيع الخزف العَظْمِي في تشكيلة كبيرة من الألوان والأنواع. ثم قام جوسايا سبود بتطوير عجينة الخزف العَظْمِي الصينية التي أصبحت مقياسًا للعجينة الإنجليزية عام 1800م. ويحمل صيني السبود عددًا كبيرًا من التصميمات ولكنه اشتهر خاصة بطيوره الغريبة.
إن أغلب الخزف الأبيض الإنجليزي الشهير بخزف الوجوود ليس خزفًا أبيض على الإطلاق، ولكنه خزف مسامي أو حجري، ومع ذلك أصبحت رسوماته التقليدية ونقوشه البارزة شائعة بشكل كبير وأصبح له تأثير عظيم على تصميمات الخزف في أوروبا.

الخزف الحديث
مكَّنت التحسينات التقنية الحديثة صناعة الخزف من إنتاجه بكميات كبيرة، وتنفّذ حاليًا خطط لصنع الخزف بشكل واسع في أوروبا واليابان والولايات المتحدة. ولعل خزف
روزنثال الألماني ونوريتاكه الياباني ولينوكس الأمريكي، أمثلة شهيرة للخزف المعاصر.
Chinese porcelain wares
Tang Dynasty sancai horse at the Shanghai Museum
Tang Sancai burial waresالمقال الرئيسي: Sancai

Song Dynasty Jian tea bowl at the Metropolitan Museum of Art
Jian tea wares
Song Dynasty qingbai bowl
Qingbai wares
Blue and white wares
Kangxi period (1662 to 1722) blue and white porcelain tea caddy
Fakes and reproductions
Kangxi reign mark on a piece of late nineteenth century blue and white porcelain.
Italian pottery of the mid-15th century shows heavy influences from Chinese ceramics. A Sancai ("Three colors") plate (left), and a Ming-type blue-and-white vase (right), made in Northern Italy, mid-15th century. Musée du Louvre.
اذا اخذنا نتحدث عن الفن الذي تمتاز به الصين عن سائر الامم ، والذي لا يجادل احد في انها هي حاملة لوائه في العالم كله ، وجدنا في انفسنا نزعة قوية إلى اعتبار الخزف صناعة من الصناعات. ولما كانت كلمة "الصيني" اذا وردت على لساننا ارتبطت في عقولنا بالمطبخ وادواته. فاننا اذا ذكرنا
الفاخورة تمثلنا من فورنا المكان الذي يصنع فيه "الصيني" ، وظننا هذا المكان مصنعاً ككل المصانع لا تثير منتجاته في النفس روابط عليا سامية. اما الصينيون فقد كانت صناعة الخزف عندهم فناً من الفنون الكبرى ، تبتهج له نفوسهم العملية المولعة مع ذلك بالجمال، يجمع بين النفع وبهاء المنظر. فلقد امدهم هذا الفن بآنية يستخدمونها في شرابهم القومي الشهير- شراب الشاي- جميلة في ملمسها ومنظرها ، وازدانت منازلهم باشكال بلغت كلها من الجمال حدا تستطيع معه افقر الاسر ان تعيش في صحبة نوع من انواع الكمال ، لقد كان فن الخزف هو فن النحت عند الصينيين. ولفظ الفخار يطلق اولاً على الصناعة التي تحيل الطين بعد حرقه إلى ادوات صالحة للاستعمال المنزلي ، ويطلق كذلك على الفن الذي يجمل هذه الادوات ، وعلى الادوات التي تنتجها هذه الصناعة ؛ والخزف هو الفخار المزجج اي انه هو الطين الممزوج بالمعادن والذي اذا عرض للنار ساح واستحال إلى مادة نصف شفافة شبيهة بالزجاج. وقد صنع الصينيون الخزف من مادتين الكولين- وهو طين ابيض نقي مكون من فتات الفلسبار والحجر الأعبل (الجرانيت) ، ومن البي- تن- دزي وهو كوارتز ابيض قابل للانصهار ، هو الذي يكسب الأواني الخزفية ما فيها من الشفافية. وتسحق هذه المواد كلها وتخلط بالماء فتتكون منها عجينة تشكل باليد او على عجلة ، ثم تعرض لدرجة حرارة مرتفعة تصهر العجينة وتحيلها إلى مادة زجاجية براقة صلبة. وكان يحدث في بعض الاحيان ألا يقنع الخزاف بهذا النوع الابيض البسيط، فكان يغطي "العجينة" اي الاناء قبل حرقه بطبقة من مسحوق الزجاج ، ثم يحرق في اتون. وكان في بعض الاحيان يضع هذه الطبقة الزجاجية على العجينة بعد حرقها قليلاً ثم يعيد حرق الاناء بعدئذ. وكانت الطبقة الزجاجية تلون في اغلب الاحيان ، ولكن العجينة كثيراً ما كانت تنقش وتلون قبل ان تضاف اليها المادة الزجاجية الشفافة او تلون الطبقة الزجاجية بعد حرقها ثم تثبت عليها بحرقها مرة ثانية. اما الميناء فقد كانت تصنع من الزجاج الملون يدق ويسحق ثم يحول إلى مادة سائلة يضعها الرسام على الآنية بفرشاته الرفيعة. وكان من الصينيين اخصائيون قضوا حياتهم في التدريب على عملهم ؛ تخصص بعضهم في رسم المناظر الطبيعية ، وغيرهم في رسم القديسين والحكماء المنقطعين للتأمل والتفكير بين الجبال ، او الذين يمتطون ظهور حيوانات غريبة فوق امواج البحار. وصناعة الفخار عند الصينيين قديمة العهد قدم العصر الحجري ، فقد عثر الاستاذ اندرسن على اواني من الفخار في هونان وكانسو "لايمكن ان تكون احدث عهداً من عام 3000 ق. م". وان ما تتصف به تلك المزهريات من جمال فائق في الشكل وفي الصقل ليدل دلالة قاطعة على ان هذه الصناعة قد اصبحت فناً من الفنون الجميلة قبل ذلك العهد بزمن طويل.
وبعض القطع التي عثر عليها شبيهة بفخار
أنو ، وتوحى بأن الحضارة الصينية مأخوذة عن حضارة البلاد الواقعة في غربها. وهناك قطع من الاواني الفخارية الجنازية كشفت في هونان وتعزى إلى عهد اضمحلال اسرة شانج ولكنها احد كثيراً من بقايا العصر الحجري الحديث السالفة الذكر. ولم يعثر المنقبون بعد عذر هذه الاسرة على بقايا من الفخار ذات فنية قبل ايام اسرة هان ، ففي عهد هذه الاسرة عثروا على فخار وعثروا فوق ذلك على اول اناء من الزجاج عرف في الشرق الاقصى ، وكان انتشار عادة شرب الشاي في عهد اباطرة تانج باعثاً قوياً على تقدم فن الخزف.
وقد كشفت العبقرية ، او المصادفة المحضة ، حوالي القرن التاسع ان من المستطاع صنع اناء مزجج لا منسطحه الخارجي فحسب (كالآنية المصنوعة في عهد اسرة هان وفي حضارات غير حضارة الصين قبل ذلك العهد) ، بل زجاجي كله من اوله إلى آخره- اي من خزف حقيقي. وقد كتب احد الرحالة المسلمين المدعو سليمان إلى بني وطنه يقول: "ان في الصين طيناً رقيقاً جميلاً يصنعون منه اواني شفافة كالزجاج يُرى من جدرانها ما في داخلها من الماء". وقد كشفت اعمال التنقيب الحديثة في موضع احدى المدن القديمة عند
سر من رأى على نهر دجلة قطعاً من الخزف من صنع الصين. وظهر الخزف بعدئذ في السجلات خارج بلاد الصين حوالي عام 1171 م حين اهدى صلاح الدين الأيوبي إلى سلطان دمشق احدى واربعين قطعة من الخزف.
وليس ثمة شاهد على ان صناعة الخزف قد بدأت في اوربا عام 1470 م ، فقد ذكر في ذلك العام على انه فن جميل اخذه البنادقة عن العرب في اثناء
الحروب الصليبية. وكان عهد اسرة سونج هو العهد الذي بلغ فيه فن الخزف الصيني ذروة مجده. وخبراء هذا الفن يعزون إلى هذا العهد اقدم ما لدينا من الآنية الصينية واحسنها ، بل ان صناع الخزن في عهد اسرة منج ، وهم الذين جاءوا بعد هذا العصر ونبغ فيه بعضهم نبوغ فنانيه ، حتى هؤلاء كانوا اذا ذكروا خزف اسرة سونج ذكروه بالاجلال والاكبار ، وكان جامعوا العاديات الصينية يحتفظون بما يعثرون عليه من خزف هذه الاسرة ويعدونه من الكنوز التي لاتقوم بمال. وأنشئت في القرن السادس الميلادي مصانع عظيمة في جنج ده- جن حيث توجد الرواسب الغنية من المعادن التي تستخدم في صنع الفخار وتلوينه واعترف البلاد الامبراطوري بهذه المصانع رسمياً ، وبدأت تغمر الصين بفيض من الصحاف الخزفية والاقداح والجفان والمزهريات والطاسات والاباريق والقنينات والجرار والصناديق ورقع الشطرنج والماثلات والخرائط.
وحتى مشاجب القبعات كانت تصنع من الخزف المطلى بالميناء والمرصع بالذهب ؛ وظهرت في ذلك الوقت لأول مرة القطع ذات اللون الاخضر اليشبي المعروفة بالسلادون والتي اصبحت محاكاتها اهم مايصبو اليه الفخراني في الوقت الحاضر ، كما اصبح اقتناؤها أهم ما يصبو إليه جامع التحف. وقد أرسل سلطان مصر في 1487 نماذج منها إلى
لورنزو ده مديشي ، وكان الفرس والاتراك يقدرونها لا لنعومة ملمسها وشدة بريقها فحسب ، بل لأنها فوق هذا تكشف عن وجود السم ، فقد كانوا يعتقدون ان تلك الآنية يتغير لونها اذا وضعت فيها مواد مسمومة. وترى اسر الخبيرين المولعين بهذا الفن يتوارثون هذه القطع جيلا بعد جيل ؛ ويحتفظون بها احتفاظ الناس باثمن الكنوز. ولقد ظل الصناع في عهد اسرة منج نحو ثلثمائة عام يبذلون اقصى ما يستطيعون من جهود ليحتفظوا بفن الخزف في المستوى الرفيع الذي بلغه في عهد اسرة سونج ، وليس في مقدورنا ان نقول انهم عجزوا عن بلوغ هذه الغاية. وكان في جنج ده جن خمسمائة اتون لحرق الخزف ، وكان البلاط الامبراطوري وحده يستخدم 96000 قطعة خزفية لتزيين حدائق القصور وموائدها وحجراتها. وظهرت في ايام هذه الاسرة اول قطع جيدة من الميناء التي حرقت الوانها بعد تزجيجها. واتقن صنع اللون الاصفر الواحد ؛ والخزف الازرق والابيض الذي يشبه في رقته قشر البيض ، إلى اقصى حدود الاتقان ولايزال القدح الازرق والابيض المطعم بالفضة والمسمى باسم الامبراطور واندلي (اوشن دزونج) يعد من آيات فن الخزف في العالم كله إلى هذه الايام. وكان هاوشي جي من ابرع صناع الخزف واعظمهم خبرة في ايام واندلي. وكان في مقدوره ان يصنع اقداحاً للنبيذ لايزيد وزن الواحد منها على جزء من ثمانية واربعين جزءاً من الاوقية ، ويروى احد المؤرخين الصينيين ان هاوشي جي زار في يوم من الايام بيت موظف كبير ، واستأذنه في ان يفحص عن وعاء من الخزف ذي ثلاث ارجل يمتلكه هذا الكبير ويعد من أثمن ما صنع في عهد أسرة سونج.
واخذ هاو يلمس الاناء بيديه برقة ولطف ، وهو ينقل ما عليه من الرسوم سرا على قطعة من الورق مخبأة في كمه. ثم عاد لزيارة هذا الموظف بعد ستة اشهر من زيارته الاولى ، وقال له: "انك يا صاحب السعادة تمتلك مبخرة ذات ثلاث ارجل من الدنج- ياو الابيض ، وها هي ذي مبخرة مثلها امتلكها انا". واخذ نانج الموظف الكبير يوازن بين هذه المبخرة ومبخرته ، ولكنه لم يستطيع ان يتبين فرقاً ما بينهما. وبلغ من تشابههما ان قاعدة مبخرة الفنان وغطاءها قد واءما مبخرته كل المواءمة. واقرها وهو يبتسم ان مبخرته تقليد لمبخرة العظيم ، ثم باعها نانج بستين قطعة من
الفضة ، وباعها هذا بعدئذ بألف وخمسمائة. وقد بلغت صناعة الخطوط الفاصلة بين الميناء اقصى حد من الاتقان في عهد اسرة منج. ولم يكن منشأ هذا الفن في بلاد الصين بل جاء اليها من بلاد الشرق الادنى في ايام الدولة البيزنطية ، وكان الصينيون يسمون مصنوعات هذا الفن في بعض الاحيان جوى جودياو ، اي آنية بلاد الشياطين. وهذا الفن يتكون من قطع شرائح من النحاس او الفضة او الذهب ، وتثبيتها على حدها فوق خطوط شكل رسم من قبل على جسم معدني ، ثم ملء ما بين هذه الفوارق من فراغ بميناء من اللون المطلوب الملائم لها ، ثم تعريض الاناء بعدئذ للنار عدة مرات ودلك السطح الصلب بقطعة من حجر الخفاف وصقله بقطعة من فحم الخشب ، ثم تزليق اطراف الحواجز المعدنية الظاهرة. واقدم ما عرف من منتجات هذا الفن في الصين مرايا استوردتها نارا في اليابان في منتصف القرن الثامن عشر. واقدم الاواني المحددة التاريخ ترجع إلى اواخر العهد المغولي او إلى ايام اسرة يوان ، واحسنها كلها ما صنع في ايام الامبراطور جنج دي من اباطرة المنشو العظماء في القرن الثامن عشر الميلادي.
ودمرت المصانع التي كانت قائمة في عهد اسرة
جنج ده جين في اثناء الحروب التي قضت على اسرة منج ، ولم تعد إلى سابق عهدها إلا بعد ان جلس على العرش امبراطور من اعظم اباطرة الصين استنارة وهو الامبراطور كانج شي ، وكان ملكا اصيلاً جمع كل صفات الملوك كما جمعها معاصره لويس الرابع عشر. وقد امر هذا الملك باعادة بناء مصانع جنج ده جين ، وسرعان ما اوقدت النار في ثلاثة آلاف اخذت تعمل عملها المتواصل ، فاخرجت خزفاً جميلاً ظريفاً بلغ من الكثرة درجة لم تر الصين ولاغيرها من البلاد مثيلاً لها من قبل. وكان صناع كانج شي يظنون ان آنيتهم اقل جودة مما صنع في عهد اسرة منج ، ولكن الخبيرين باصول الفن في هذه الايام لايوافقونهم على رأيهم ، بل يرون ان الاشكال القديمة قد قلدت تقليداً بلغ اقصى درجات الكمال ، وان اشكالاً جديدة كثيرة العدد مختلفة الانواع قد ابتكرت وارتقت رقيا عظيماً. وكان في مقدور الفنانين في عهد اباطرة المنشو ان يغطوا عجينة الخزف بطبقة زجاجية تختلف عنها في سرعة انصهارها ، فاخرجوا بذلك اواني ذات سطح مسنن ؛ ثم كان في مقدورهم ان ينفخوا فقاعات من اللون على السطح الزجاجي فاخرجوا بذلك الصحاف الرفيعة المغطاة بدوائر صغيرة من الالوان. واتقنوا كذلك فن التلوين بلون واحد واخرجوا ظلالاً من اللون الاحمر الخوخي ، والمرجاني ، والياقوتي ، والقرمزي ، ودم الثور والوردي ؛ واخرجوا من اللون الاخضر الخياري ، والتفاحي ، والطاووسي ، والنباتي ، والسلادون ؛ ومن اللون الازرق "المزران" ، والسماوي ، و البنفسجي الفاتح والفيروزجي ؛ ومن اللونين الاصفر والابيض ضروباً ملساء مخملية كل ما يستطيع الانسان ان يصفها به انها النعومة ذاتها تُرى رأى العين.
وابتدعوا انماطاً مزخرفة يطلق عليها جامعو التحف الفرنسيون الاسر الوردية ؛ والخضراء ، والسوداء ، والصفراء. وقد اتقنوا ذلك الفن الشاق فن تعدد الالوان بتعريض الاناء في التنور إلى تيارات متعاقبة من الهواء الصافي والمحمل بالسناج- الاول يُدخل فيه
الأكسجين ، والثاني يمتصه منه- بحيث يتحول الطلاء الزجاجي الاخضر إلى لهب متعدد الالوان. وكانوا يرسمون على بعض آنيتهم صور كبار الموظفين في اثواب فضفاضة ذات ذيول طويلة ، فابتدعوا بذلك طراز الآنية المعروفة "بالمندرين" (طراز كبار الموظفين). وكانوا يرسمون ازهار البرقوق باللون الابيض فوق ارضية زرقاء )او سوداء في قليل من الاحيان(، وهم الذين ابتدعوا ما للمزهريات التي في صورة العوسج من رقة ورشاقة. وكان آخر ما مر به الخزف الصيني من عهود المجد في عهد تشين لونج الرخى الطويل. ولم يقل الانتاج في ذلك العهد عما كان عليه في العهود التي تقدمته ، كما ان مهارة الصناع الممتازين لم تفقد شيئاً من عظمتها وتفوقها وان لم تحظ بعض الاشكال الجديدة بما كانت تحظى به مبتكرات عهد كانج شي من نجاح. وقد بلغت الاسرة الوردية في هذا العهد اعلى درجات الكمال. فقد انتشرت فيه نصف ازهار الطبيعة وفاكتها فوق ابهى الطبقات الزجاجية، كما كان ذوو الثراء المترفون يستخدمون الخزف الثمين الذي لايزيد سمكه على سمك قشرة البيض غطاء لاضواء المصابيح. ثم شبت نار فتنة تاي- بنج ودامت خمسة عشر عاماً جرت فيها الدماء انهاراً ، ودمرت فيها خمس عشرة ولاية من الولايات الصينية ، وهدمت ستمائة مدينة ، واهلكت عشرين مليوناً من الرجال والنساء واقفرت اسرة المنشو اقفاراً اضطرها إلى ان تحبس معونتها عن مصانع الخزف ، فاغلقت هذه المصانع ابوابها ؛ وتشتت صناعها في انحاء العالم المضطرب. ولم يفق فن الخزف الصيني حتى الان ما صابه من الدمار في اثناء هذه الفتنة الحرب المخربة ومن امتناع الرعاية الامبراطورية ؛ منها ان نمو تجارة الصادرات قد اغرى الفنانين بان يخرجوا قطعاً خزفية توائم ذوق المشترين الاوربيين.
واذ كان ذلك الذوق لايبلغ من السمو ما بلغه ذوق اهل الصين فان القطع المنحطة قد طردت القط الثمينة من التداول ، كما تطرد العملة الرديئة العملة الطيبة حسب
قانون جريشام. وما ان حل عام 1840 حتى شرع مصنع انجليزي اقيم في مدينة كانتون يخرج انواعاً منحطة من الخزف ويصدرها إلى اوربا ويسميها "الاواني الصينية". ثم قامت مصانع في سيفر بفرنسا ، و مايسن في المانيا و بورسلم في انجلترا تحاكي خزف الصينيين ، وقللت من نفقات الانتاج باستخدام الآلات ، واخذت تستحوذ عاماً بعد عام على تجارة الخزف الصينية الخارجية. وكل ما بقى حتى الان هو ذكرى ذلك الفن الذي خسره العالم خسارة كاملة لاتكاد تقل عن خسارته لزجاج العصور الوسطى الملون. ولقد عجز الخزافون الاوربيون رغم ما بذلوه من محاولات وجهود جبارة عن ان يبلغوا ما بلغه الخزافون الصينيون من الدقة والمهارة. وحسب الفنانين الصينيين فخراً ان الخبراء العالميين يضاعفون في كل عقد من السنين اثمان ما بقى من روائع فن الخزف الصيني ، فتراهم يطلبون خمسمائة ريال ثمناً لقدح الشاي ، ويبيعون المزهرية التي يفي صورة شجرة العوسج بثلاثة وعشرين ألف ريال ، وفي عام 1767 م وصل ثمن إناءين من الخزف بلون العقيق يعرفان "بكلبي فو" في احد المزادات إلى خمسة اضعاف ما وصل اليه ثمن صورة "الطفل يسوع" لجيدورتي ، والى ثلاثة امثال ما وصل اليه ثمن صورة "الاسرة المقدسة" لرفائيل. على أن كل من أحس بعينيه وأصابعه ، وبكل عصب من اعصاب جسمه ، جمال الخزف الصيني يغضب بلا ريب من هذا التقدير الضئيل ويعده إهانة للفن الصيني وازدراء به وتدنيساً لقدسيته. ذلك ان دنيا الجمال ودنيا المال لا تلتقيان ابداً حتى في الوقت الذي تباع فيه الاشياء الجميلة. وحسبنا تقديراً للخزف الصيني ان نقول ان هذا الخزف هو ذروة الحضارة الصينية ورمزها ، وانه من انبل ما صنعه الجنس البشري ليبرز به وجوده على ظهر الارض.
انظر أيضاً
هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومونز حول:Chinese porcelain
فن الصين
Blanc-de-Chine (the white wares of Dehua).Canton porcelain (Jingdezhen porcelain decorated at Canton for export to the West).Chinese export porcelain (Chinese porcelain made for export to the West).Dehua porcelain factories (the factories at Dehua).Famille jaune, noire, rose, verte (enamelled wares of the eighteenth and nineteenth centuries).Kraak porcelain (blue and white export wares in the Dutch taste).Longquan Celadon (the celadon wares of Longquan county).Swatow ware (wares exported through the port of Swatow).Yixing clay (the red stonewares of Yixing).Tiger Cave Kiln (site of much of Southern Song official celadon ware)Shiwan Ware
معرض صور
آنية مبكرة
Vase, Eastern Zhou, 4th-3rd century BC. British Museum.
Tang (618 to 906 AD)
Bowl, made at Changsha, Ashmolean Museum, Oxford
Song (960 to 1279 AD)
Ru ware stand for a wine cup, made for the imperial court. Victoria and Albert Museum, London.
A porcelain teapot in Qingbai Style, from Jingdezhen.
Funerary vase and cover, green-glazed stoneware. Longquan, Zhejiang province, Northern Song dynasty. 10th or 11th century C.E. Collection Yuegutang, Berlin; Museum für Ostasiatische Kunst, Berlin-Dahlem.
يوان (1279 حتى 1368 م)
A celadon shoulder pot from the late Yuan Dynasty, displaying artwork of peaches, lotuses, peonies, willows, and palms.
Ming (1368 to 1644 AD)
A Ming Dynasty blue-and-white procelain dish with depiction of a dragon
Guanyin (Goddess of Mercy) with children, statuette made of Dehua porcelain ware
A Ming Dynasty porcelain bowl with flower designs
A bodhisattva manjusri sitting atop a beast, by He Chaozong
Qing (1644 to 1912 AD)
Qing style at Stanford Museum

A porcelain plate in the famille-rose-style
Kangxi transitional porcelain, 1644-1680.
جمهورية الصين الشعبية (1912, حتى الآن)
Decorating porcelain at modern-day Jingdezhen.
المصادرول ديورانت; أرييل ديورانت. قصة الحضارة, ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/203a1n12/2003n11/11b3.htm

كتب
Kerr, Rose and Wood, Nigel (2004). Science and Civilisation in China, Volume 5, Part XII: Ceramic Technology. Cambridge University Press.
ISBN 0-521-83833-9.
Kotz, Suzanne (ed.) (1989) Imperial Taste. Chinese Ceramics from the Percival David Foundation. Chronicle Books, San Francisco.
ISBN 0-87701-612-7.
تمّ الاسترجاع من "
http://www.marefa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A
 "

________________--------------------------____________________----------------

"شيخوخة" صناعة الخزف اليدوية بجينغ ده تشن

 

يرجع تاريخ الفنون اليدوية التقليدية لصناعة الخزف بجينغ ده تشن إلى أكثر من 1000 سنة، حيث تشكل فن الصناعة الفريد على أساس امتصاص مهارات الورشات الشهيرة في جميع أنحاء البلاد، فتمتاز بدرجة التخصص القوية وتقسيم العمل الدقيق للغاية.

تم إنشاء خطوة التشكيل التي تعتبر خطوة هامة من فنون صناعة الخزف اليدوية بجينغ ده تشن بصورة بدائية في أسرة سونغ. وشهدت صناعة الخزف بجينغ ده تشن المزيد من التطور في أسرتي مينغ وتشينغ، حيث تحسن نظام فنون صناعة الخزف اليدوية بشكل أساسي، مما شكل نظاما فنيا يركز على 72 خطوة، كما تم تبسيط كل خطوة إلى الحد الذي لا يمكن تبسيطها، ولكل خطوة عمال ماهرون وصانعون مبدعون، رفع تقسيم العمل الدقيق فعالية صناعة الخزف، مما وصلت صناعة الخزف اليدوية لجينغ ده تشن إلى ذروتها.

إن الانتشار على نطاق واسع لفنون صناعة الخزف الرائعة عزز تطور صناعة الخزف في الصين ومناطق إنتاج الخزفيات في العالم. لذلك، فإن فنون صناعة الخزف اليدوية بجينغ ده تشن تستحق أن تكون ممثلا بارزا من صناعة الخزف الصينية، وتجسد نبتة الرأسمالية في الصين، فإنها جزء هام من الثقافة التقليدية للأمة الصينية، كما هي رابط مهم يربط الصين والدول الأجنبية في التبادلات الاقتصادية والثقافية.

تواجه مهارة صناعة الخزف اليدوية التقليدية بجينغ ده تشن ضغوط التوارث والتطور بسبب تأثير التصنيع والإنتاج الحجمي . ويلقى في السنوات الأخيرة توارث وحماية فنون صناعة الخزف اليدوية بجينغ ده تشن الاهتمام المشترك من قبل المصادر الحكومية والشعبية. حيث أدرجت في الدفعة الأولى من قائمة التراث الثقافي الصيني غير المادي في عام 2006. وفي عام 2011 أدرجت مهارة صناعة الخزف اليدوية التقليدية بجينغ ده تشن في قائمة التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة.
 

 

  

المصدر :  http://arabic.people.com.cn/31657/8047151.html