من أنا

صورتي
أناس تنفسوا الطين عشقا ’ ذابوا من مغازلته غربا وشرقا ’ بلمسات أناملهم أنطقوا الطين نطقا ’ من كثر شوقي لهم يخفق القلب خفقا

28‏/11‏/2008

مقالة عن الفخار


صحيفة 26 سبتمبر
محمد أحمد محمد الحوري


أهميته ولماذا ندرسه:

الفخار يعتبر دليلاً ملموساً لدراسة الآثار’ ودراسة الفخار تساعدنا على معرفة الشعوب وانتقالها من منطقة إلى منطقة ومعرفة الصلات بين الشعوب وانتقال الخبرات ’ أيضاً تحدد لنا الفترات الزمنية والتاريخية وذلك من خلال الأواني التي ترافق الموتى وتعطينا بعد دراستها المستوى التقني للعصر الذي تعود إليه .
حيث أنه يعتبر أداة للتأريخ ويعرفنا الأساليب الفنية وصور الآلهة التي كانت سائدة - اعتقادا - في تلك الفترة ’ والفخار هو أحد عوامل الاستقرار ويعطي لنا صورة عن الهيكل الثقافي لتلك الأمة التي كانت سائدة والجانب التقني لها .
يعرفنا أسلوب صناعة الفخار والمستوى بين فترة وفترة في تسلسل الطبقات يعطينا دليلاً واضحاً عن النمط الثقافي الذي كان سائداً في تلك الفترة.
والفخار من الآثار التي تعطينا صورة كاملة عن الثقافات القديمة الى الوقت الحاضر لأنه المادة الوحيدة التي تقاوم الزمن.
والفخار: هو الطين المحروق غير المزجج (Unglazed pottery) أما الخزف : فهو الطين المحروق المزجج (Glazed pottery) لذا فإن أهم شيء يهم الآثاري عند التنقيب هو حصوله على تاريخ دقيق حيث أنه يقوم بمقارنة فخاريات الموقع بالفخاريات الاخرى.
> معرفة المادة الفخارية
فكل مادة فخارية يجب ان يتوافر فيها الطين لماذا؟
لأنه المادة الوحيدة التي لا يتوافر فيها شوائب لذا فقد خلق الله الانسان من الطين وهذا تحليل فيزيائي.
وصناعة الفخار هي مهنة متوارثة لذا عرف توزيع جزئيات ذرات العجينة بشكل دقيق وذلك حسب حجم الاناء.
ويجب ان يكون هناك تناسق بين جزئيات المادة فالاناء الكبير لا يمكن ان يعمل بجزيئات صغيرة.
والفخار: هو المادة التي تحدد انتقال الشعوب وتحركهم من منطقة لأخرى، وذلك بعد دراسة الزخارف والالوان الموجودة فيه وتعدد اختلاف الألوان راجع الى درجة الحرارة في الفرن.
ودرجة الحرارة هي التي تعطي الاناء درجة الصلابة، ولايكون الفخار جيداً الا بعد درجة حرارة(500)ْ خمسمائة درجة لانه بعد هذه الدرجة يخرج الماء - الذي يدخل في تركيبة الطين - من الجزيئات.
ولكن هذه الدرجة ليست النهائية بل وجد فخار وصلت درجة حرارة حرقه في الفرن الى درجة تتراوح بين (1100ْ-1150ْ) وهذا النوع وجد في فخار الصين ، حيث انه الوحيد الذي وصل الى هذه الدرجة .
وارتفاع درجة الحرارة راجع الى احجام الافران وكبرها وصغرها والتحكم في درجة الحرارة هو الذي يعطينا الالوان المختلفة واحياناً تجد إناء عليه عدة الوان وهذا راجع الى وضعيته في الفرن وتعرضه لدرجة الحرارة والأواني الفخارية يكون لها قواعد مختلفة اما قاعدة حلقية (Ring base) او قاعدة مسطحة (Flat base). وهناك اجهزة التحليل الكيميائي حيث يفيدنا التحليل في معرفة المادة ودراستها. وهذه الاجهزة يشتغل عليها شخص مخصص لها منها:- 1- جهاز تفلور الأشعة السينية X. R. D 2- جهاز تفلور حيود الاشعة X. R. F 3- جهاز التكبير Scamming Electron Microscop
والجهاز الخاص بالتكبير يفيد في معرفة النسيج الداخلي للمادة الفخارية وكلما قلت المسامات دل على ارتفاع درجات الحرارة، وهذا يدل على الحرق الجيد. وكلما اتسعت المسامات دل على انخفاض درجات الحرارة وهذا يدل على عدم الحرق الجيد.
اذاً فالفخار هو:-ما صنع من الطين وتعرض للحرارة واكتسب صفة المتانة والصلابة.
أو هو ما صنع من الطين وشكل وهو رطب ثم يقسى بحرقه.
تعريف الطين: هو مادة غروية لدنة ليست اصلية - أي يتكون من عدة معادن - ناتجة عن تفكك وانحلال انواع معينة من صخور اصلية والمادة الجوهرية في جميع انواع الطين هي سلكات الالمنيوم.
فلا بد من توافر الاساسيات الثلاثة وتتكون في المادة الفخارية وهي: 1- Sand= 0.06- 2-00mm 2- Slit= 0.002- 0.06 m.m 3-Clay= 0.002m.m وهذا من صخور نارية وصخور رسوبية. والاصل في الارض هي الصخور النارية تتحول الى صخور رسوبية وبعد تحولها تعمل العوامل الطبيعية (رياح، امطار......الخ) على جرفها وتكوين التربة.
وهذه التربة هي التي تستخدم في صناعة الفخار، وهذا هو الطين الثانوي. الطين الاساسي يكون تحت الطبقة الصخرية .
اسباب صناعة الفخار
بسبب تغير ظروف المناخ بعد الزحف الجليدي، بدأ الانسان في الاستقرار، وبدأ في الزراعة وتدجين الحيوان، وبدأ في صناعة الادوات والأواني الفخارية وبعد معرفته لها اصبحت عنده صناعة مهمة.
والفترة التي بدئت فيها صناعة الفخار هي العصر الحجري الحديث لكن في اليابان وجدت قطعة واحدة تعود الى العصر الحجري الوسيط.
عصر الادوات القزمية: وهذا ناتج عن تغير الظروف البيئية والمناخية واختفاء الحيوانات الكبيرة وانقراضها وهذا ادى الى ان يقوم الانسان بصناعة ادوات تناسب الوقت الذي يعيش فيه، وكذلك صناعة الفخار عند عجز الادوات الحجرية من قيامها بالاعمال الخاصة بها ففكر الانسان في صناعة الفخار.

عن المصدر بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق