من أنا

صورتي
أناس تنفسوا الطين عشقا ’ ذابوا من مغازلته غربا وشرقا ’ بلمسات أناملهم أنطقوا الطين نطقا ’ من كثر شوقي لهم يخفق القلب خفقا

08‏/05‏/2010

سلسلة عشاق الخزف : سعد شاكر



الخزاف العراقي الكبير
سعد شاكر


من مواليد 19935 ببغداد
تخصص خزف


-1959 نال شهادة معهد الفنون الجميلة في بغداد اختصاص خزف.


-1960 حصل على بعثة فنية للدراسة في انكلترا.


-1963 تخرج في المدرسة المركزية للفنون الجميلة في لندن.


-1963-1965 بعد تخرجه عمل لمدة سنتين بنفس المدرسة وفي كلية (هارو).


-1966-2001 درٌٌٌٌٌٌٌس الخزف في اكاديمية الفنون الجميلة وكلية الفنون في بغداد.


العضويات:-

1959 عضو في جمعية الفنانين العراقية.


1963 عضو في اكاديمية الفنون الدولية للسيراميك سويسرا.


1964 عضو جمعية الخزافين البريطانيين – لندن.


1967 عضو نقابة الفنانين العراقية – بغداد.




المعارض المختارة:-

-شارك في العديد من المعارض في لندن ،كوبنهاكن، ميونخ، طوكيو، سدني، وبغداد بين عامي 1964و 1971.


-1973 البيناله العربي الاول – قاعة المتحف الوطني – بغداد.


-1975 تريناله الهندي – دلهي – الهند.


-1976 بيناله فينيسيا – فينس – ايطالي.


-معرض الخزف العراقي المعاصر – لندن – انكلترا1987، دمشق 1979، كاركاس1979،عمان1995.


-1986 المعرض العالمي المعاصر في بغداد – مركز بغداد للفنون.


-1988 مهرجان بغداد العالمي الثقافي للفنون التشكيلية في بغداد – مركز بغداد للفنون.


-1990 المعرض العراقي المعاصر للفنون التشكيلية – نيقوسيا – قبرص.


-1992 معرض جمعية الفنانين التشكيليين العراقية – عمان - الاردن.


-1995 معرض الخزف العراقي المعاصر – مركز شومان – عمان – الاردن.


-1999 المهرجان العالمي للفنون التشكيلية – مركز بغداد للفنون– بغداد.


-1999 50سنة من فن الكرافيك العراقي – دارة الفنون – عمان – الاردن.


-2002 معرض الخزف – سعد شاكر – في قاعة الاورفلي – عمان – الاردن.






المجموعات الخاصة:-


-متحف (ردنك) – انكلترا.


-كلية جرجل كامبرج – انكلترا.


-مركز بغداد للفنون - بغداد.


-المتحف الوطني للفنون الجميلة – عمان – الاردن.


-المتحف القطري للفنون الجميلة – قطر.


-متحف الشعوب – موسكو – روسيا.

الجوائز:-


-جائزة تقديرية من اللجنة العليا للاسبوع الثقافي في الدنمارك , اعطيت الى ثلاث احسن خزافين شباب في بريطانيا لسنة 1964.


-جائزة تقديرية قبوله عضوا في جمعية الخزافين البريطانيه سنة 1964.


-عدة جوائز تقديرية من وزارة الثقافة وجمعية الفنانين التشكيلين.



بعض أعماله











http://www.iraqfineart.com/baio.php?recordID=210


_____-----------______-------_______-------______-------_____------------__________


مقالات عنه

سعد شاكر.. الصانع هو المبدع

في غمرة وضعنا الإنساني المزري, وبشاعة الأحداث التي مازالت تتوالى على العراق, يصر نخبة من فنانينا المبدعين على نهج طريق معاكس, والتصدي للبشاعة باستخراج الجمال من لب المأساة, من أجل انتشال الروح, والحفاظ على توهجها. وهل ثمة خطاب أنبل?! ذلك ما سعى ويسعى إليه سعد شاكر الذي لم يتنازل قط عن صياغاته الجميلة لأفكاره ومشاعره, النابعة من صلته الحميمة بالأرض وتأملاته في المحيط والطبيعة. خزّاف ماهر ذو حس مرهف, وفنان ذو رؤية تنبثق من ثنيات تكويناته المجردة, المستوحاة من أشكال طبيعية أو هندسية, استطاع بقدراته ووعيه ومثابرته أن يجسّر الهوة بين الجمال المحض للخزف ومضمونه التعبيري.

كانت صلة سعد بالطين حميمة منذ بداياته الأولى, وبوسع المتحدث إليه أن يلمس ذلك العشق, الذي يتسرب من ثنيات حديثه حول ارتباطه بهذه المادة وقدرتها على استفزاز خياله في ملمسها وطواعيتها. يقول سعد, في تصريح لفصلية الفخار, في مقابلة أجرتها معه مجلة (Pottery Quartery) حين كان طالبا يتخصص بهذا الفن في إنجلترا: (إنني سعيد باستخدام الفخار, فالطين من أكثر المواد الفنية إثارة للخيال, كما أراه في تجربتي. وبطبيعة الحال فالفن الفخاري هو عملي الوظيفي, وهو حياتي التي أتمنى أن أحقق فيها عيشًا بسيطًا ومريحًا), فالطين عند سعد مادة حياة يصوغ منها فكره, ويضمنها رؤيته في الوقت الذي يمارس فيه أقصى درجات التحدي للسيطرة عليها وإخضاعها لكمال الحرفة.
تخرج في معهد الفنون الجميلة في بغداد (1959/1960) قبل أن يكمل دراسته الفنية في إنجلترا. ولم يكن فن الخزف في معهد الفنون في بغداد آنذاك فرعًا متخصصا بل كان مادة تدرّس ضمن منهاج فرع الرسم. فنشأته الفنية كانت تحت إشراف رواد الحركة التشكيلية العراقية وأساطينها: فائق حسن وجواد سليم وخالد الرحال, غير أن هوى سعد الذي وجد ضالته في مادة الطين وصناعة الخزف جعله لا يكتفي بالحصص الصباحية, بل يستزيد منها في الحصص المقررة للدورات المسائية. وكان فالنتينوس كارالمبوس, القبرصي المولد, قد استُقدم (في 1957) لتدريس فن الفخار خلفا للإنجليزي إيان أولد, الذي لم يستمر عمله في المعهد أكثر من عام واحد. وبالإمكان القول إن فالنتينوس هو أبو الخزف العراقي, وهو خزّاف بارع واسع الاطلاع على تجارب الغرب والشرق, نمّى في طلبته حب البحث والابتكار, إلى جانب إتقان الصنعة, وله فضل إرساء الأسس والمعايير الفنية المنهجية لهذا الفن في العراق. إذن, في تلك البيئة الفنية الصحية تفتحت مدركات سعد شاكر, واكتسب مهاراته الأولى.

لدى عودته من إنجلترا (في 1966), بعد أن أمضى فيها ست سنوات من الدراسة والتدريس, كانت بغداد تعيش حالة من الانتعاش الثقافي والفني, والوعي المتعدد الأبعاد خاصة في الحركة التشكيلية التي كانت قد آلت إلى حالة من الركود, إثر وفاة جواد سليم في مطلع الستينيات. لكنها سرعان ما تأججت واستعادت نشاطها بفضل ما توافر عليه الفنانون الشباب آنذاك من مواهب حقيقية, ووعي شمل الماضي والحاضر, فضلا عن التنوع في مصادر تجاربهم ومعارفهم وتقنياتهم, التي جمعت بين الشرق والغرب. كما توافرت للفنانين بيئة ثقافية خصبة ومتنوعة, ضمت نخبة من المعماريين الذين أسهموا إسهاما فاعلا في دفع الحركة التشكيلية قدما, إلى جانب مثقفين عراقيين من أطباء ومحامين وكتاب, أوجدوا بمجموعهم مناخًا ثقافيًا عاما, ساعد على ترويج أعمال الفنانين, كما ساعد على بلورة التجارب والرؤى والأفكار.
وكان أن تأسست أكاديمية الفنون الجميلة(1961), وخصص فيها بعد بضع سنوات فرع مستقل لفن الفخار والخزف, تولى العمل فيه فالنتينوس, والتحق به فيما بعد سعد شاكر, ليعمل الاثنان معا على ترويج هذا الفن وتأسيس نخب من الخزافين المبدعين من أجيال لاحقة. زد على ذلك تولي النحات الفذ إسماعيل فتاح الترك تدريس مادة النحت الفخاري, وتحفيز الطلبة على ارتياد آفاق الخيال الرحبة, مما وضعهم داخل بيئة فنية حديثة متكاملة.

 
شكل أخاذ ومضمون غني

من المعلوم أن فن الخزف له طبيعته الخاصة, وقد ارتبط على مدى العصور بطابعه التزييني النفعي. ونتيجة لذلك ظل موضع جدل حول هل هو محض فن وظيفي, أم فن ينطوي أيضا على خطاب تعبيري?! وجدل كهذا لم يكن غير انعكاس للمعايير السائدة في الغرب ومعاهده, والتي اكتسبها الفنانون من ضمن ما اكتسبوا من قيم نقدية ومعيارية فنية. وهي مفاهيم أخذت تتغير تدريجيا تحت تأثير الحداثة التي غيّرت من طبيعة النظر إلى الحياة عامة والفنون خاصة. ومع نهاية السبعينيات تركزت مفاهيم جديدة للتعامل مع العمل الفني بغض النظر عن المادة التي يستخدمها الفنانة أو الفنان. وكان سعد شاكر أول من حسم هذا الجدل في العراق, وقدم أعمالا خزفية تجمع بين شكل أخاذ في جماله, غني في مضمونه التعبيري, وبذلك أبدع أمثلة رائدة في تحقيق التوازن. فأعماله النحتية التجريدية, خاصة الشكل الكروي ومدلولاته, تتوافر على صنعة فنية موروثة بقدر ما تدعو للتأمل في مفهوم الشكل والكتلة والفراغ داخل الفضاء.
الوعي بالماضي وإدراك قيمة الأعمال الفنية المتوارثة من حضارات العراق بعصوره القديمة والإسلامية,كانت من القضايا التي انشغل بها فنانو جيل الستينيات في معرض بحثهم عن التميز والهوية, وإيجاد مكانة للفنان العراقي, بوصفه امتدادا لإبداع متوارث ذي شأن. فمنذ بدء الحياة في بلاد الرافدين كان الطين مادة أساسية في حياة الإنسان, فقد صنع منها أشكالا تعبر عن وجوده, ومنها استدل المؤرخون إلى تصوراته لآلهته ورموزه المبتكرة, ومنجزاته الحضارية. ومن الطين صنع ألواحا توثق إنجازاته العلمية, وقوانين حياته, كما توثق تاريخ معاركه وانتصاراته. ومن الطين أيضا صنع أدواته ليستخدمها في حياته اليومية, فكان حتى في صناعته الصحون والجرار والأكواب لا يتنازل عن الجانب التزييني, الذي لم يخل في كثير من الأحيان من قيمة تعبيرية. وحين استقر ملك الإسلام على هذه الأرض كان الخزف من أهم ما أنتجه المسلمون من فنون, وكان الخزف العباسي ذو البريق المعدني, الذي وجد في سامراء, قد ذاع صيته, حتى قيل إنه (يفوق في الجمال والبريق كل ما عرفه العالم الإسلامي من هذا الخزف بعده). ولم يكن الفنان المسلم حرفيا فقط, بل كان فنه تعبيرا عن رؤية ذاتية للوجود, يسعى من خلالها إلى تحقيق كمال الفكرة بكمال الشكل. يومها كان الصانع هو المبدع والمبدع هو الصانع.
استطاع سعد شاكر أن يستفيد من الموروث, بقدر ما يستفيد من الحداثة والتكنولوجيا المتقدمة, لتحقيق شخصية مميزة لفن الخزف المعاصر في العراق. ذلك ما نلمسه في عمله, سواء في الصحون الراقية التي قدمها, أو الأشكال التجريدية التي ابتكرها. فهو الخزاف الذي لم يتنازل عن شروط الجمال المتبعة في تقاليد هذا الفن شرقا وغربا, وهو مبدع لأعمال تجريدية ذات تشكيل حر أحيانا أو شبه هندسي في كثير من الأحيان.

خارج حدود التقليد
اهتم سعد باللون اهتمامه بالكتلة, فهما قيمتان أساسيتان متكاملتان في أعماله. وسخّر معرفته بفني الرسم والنحت للارتقاء بفن الخزف إلى خارج حدود التقليد, حين أضفى عليه مسحة تعبيرية لها طابع حداثي. لقد استطاع أن يجعل من أشكاله الخزفية وسيطا بين فني الرسم والنحت, وبرع بتقديم نماذج مثيرة للدهشة بكمال صنعتها, وقدرتها على بث مضامين تعبيرية نابعة من رؤية ذاتية. وتتجلى روح الرسم لديه في براعة استخدام اللون والضربات الحرة بالفرشاة, لتزيين أوانيه الخزفية ذات الجمال الأخاذ. فمن يتأمل أوانيه الخزفية التي أبدعها, خاصة في المراحل المتأخرة من تجربته, يلاحظ أن الإناء المنفذ بالطرق التقليدية, أي باستخدام العجلة, يتحول إلى سطح يستغله الفنان بالرسم عليه بضربات لونية متداخلة بإتقان, حرة ومختزلة, قادرة على أن تثير فينا الإحساس العالي بالجمال, بقدر ما تؤثر فينا. فالذهبي - كما استخدمه سعد شاكر في بعض أوانيه - يشير إلى صلة خفية بين صنعة موروثة كان يتبعها الخزّافون المسلمون, وحداثة ذات طابع شرقي.

أما أشكاله النحتية المجردة فهي تسعى للإمساك بالزمن, من خلال فراغ داخلي يمتد بين أعمدة مصقولة تتقارب أحيانا إلى حد الالتحام, ولكنها تظل منفصلة. وأعماله النحتية هذه يمكن أن تعد نموذجا للتزاوج بين النحت والخزف. ففي الوقت الذي يقدم فيه الفنان شكلا منحوتا, فإن عمله هذا لا يتبرأ من انتمائه لفن الخزف, بما يتجلى في مظهره من إتقان ومهارة في الصقل والتزجيج. وأعماله هذه قادرة على الإدهاش كما هي قادرة على تحريك المشاعر. فرشاقة بنائها, وانسياب خطوطها, وشعرية ألوانها تجعلها تقف بجدارة في طليعة الأعمال الإبداعية للفنون الجميلة. ولعل ذلك ما يؤكده سعد, في معرض ما كتبه عن رؤيته الفنية, حين يقول إنه جاهد مخلصا للعمل على أن: (يكتسب النحت الفخاري, كأي عمل تشكيلي آخر, قيمة فنية تعبيرية ذاتية تستمد وجودها من العوالم الداخلية للفنان).
وبإمكان المتتبع لتجربة سعد شاكر, عائدا بها إلى مرحلته الدراسية في إنجلترا, أن يلمس خط التواصل والعمل المثابر على سير تجربته ضمن مسارين متصلين ومنفصلين معا, فهو دائب على تطوير الأشكال التقليدية, ومنفذ لأفكار تثيرها تأملاته بالمحيط, فتعيش في عقله ووجدانه, حتى تتجلى في أشكال تبدو لأول وهلة أنها مكررة, ولكنها في حقيقة الأمر تنحو منحى البحث الجاد لامتلاك فكرة تلازم الفنان فيلازمها حتى النفاد.




مي مظفر

http://www.iraqihome.com/mawathe3-thakafia/m13.htm

________-----_______------___________------------___________-------------___________

سعد شاكر..اشد الفنانين تمسكاً بنقاوة المبادئ والأصول الخزفية



كاظم السيد علي







"سعد شاكر لا يهمه استعمال الخزفية لغرض نفعي، فأنه من اشد الفنانين تمسكاً بنقاوة المبادئ والأصول الخزفية" هذا ما وصفه الناقد جبرا ابراهيم جبرا.. وهكذا كان الفنان سعد شاكر.. وكل هذا فهو لا يمنح نفسه وقتاً للراحة و يعمل بأستمرار.. ويبحث دون كلل.. طموحاً.. ويتأمل اكثر واكثر.. اكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة ببغداد "فرع السيراميك" عام 1959، مع نخبة من زملائه الفنانين الشباب من بينهم اسماعيل فتاح الترك وحميد راجي. ولم يكتفِ بهذا الحد، غادر البلاد طائراً ليرسو في احد صفوف المدرسة المركزية للفنون الجميلة في لندن عام 1961 ليحقق طموحاته واشباع هواجسه بهذه التجربة التي عشقها، حتى عام 1963 حصل على شهادة الدبلوم وعام 1964 اشتغل مساعداً فنياً ومحاضراً في نفس المدرسة التي تخرج فيها لمدة سنتين. كما حاضر في مدرسة (هارفور) للفنون، حتى اصبح عضو الاكاديمية الدولية للسيراميك في سويسرا وعضو جمعية الخزافين البريطانيين. يتصف (سعد شاكر) بمهارته وتقنيته اللونية، واصبح فيما بعد تجربة بارزة بين السيراميكيين في الوطن العربي بحضوره الخزفي الذي ميزه عن الأخرين. لكونه جمع بين الرسم والنحت والمساحة اللونية اضافة الى المعنى الرمزي كدلالة. وهذا يشير الى تطوره وقدرته الثقافية لاستعارته الاشكال الطبيعية مما جعلها ذات قيمة جمالية كبيرة. فضلاً عن براعتها ففيها دقة الاداء وحسن تنسيق الالوان وتوزيعها بانسجام ودراية فائقتين لاسيما المستوحاة من التراث والفلكلور الشعبي والطلاسم مثل (سبع عيون) و (رأس حيوان) و (الشمس) و (الهلاك) وغيرها. من الدلالات التي ارتبطت بأنسان وادي الرافدين قديماً وكانت اكثر صلة وارتباطاً بالجوانب الشعبية، بعدها انتهج له اسلوباً خاصاً به واتخذ لنفسه الحرية في التكوينات والبنائيات الهندسية التي عرف بها قبل رحيله حيث شق طريقاً جديداً لفن الخزف العراقي متابعاً الانتقال والبحث والتطور بشكل ادق. حيث قال عنها في احدى لقاءاته (على العمل الفني ان يمتلك حيوية خاصة به وهي بذاتها ليست انعكاساً لحيوية الاشياء وحركتها، بل ان يكون التشكيل من النوع الذي يمتلك طاقة كامنة وحيوية عارمة مستقلاً في ذلك عما يمثله في ظواهره) وفعلاً عمل الفنان (شاكر) بتجديد اسلوبه وشق طريقاً جديداً للخزف العراقي كما وصفه أ.د زهير صاحب قائلاً: (بفعل قدرة مبدعنا على التجديد في اساليبه التشكيلية وبفعل تفتيشه الفكري العميق عن التناسق والكثافة والدقة والتوازن في بنائياته، فقد طور شكل المجرشة البدائية لتكون (فعلاً) تشكيلياً ابداعياً جديداً) واخيراً وبهذا نقول لقد خرج (سعد شاكر) متحرراً من الانماط السيراميكية والتقليدية. واغنى مكتبة الخزف العراقي بتجربة جديدة وبلغته الخاصة التي انجزها وقدمها الى المشاهد (قبيل رحيله) ولكن حاول ان يحافظ على شخصيته ومن خلال استلهامه للتراث العربي الاسلامي المرتبط بالهندسة والتجريد اكثر من اقترابه للطبيعة ذاتها خاصة في اللون الفيروزي الذي استخدمه في اعماله كدلالة سماوية، فكأنها تتحدث للمشاهد وهذا ما اكده الراحل سعد شاكر "انني اميل الى اللون الذي يعبر عن داخل القطعة الخزفية".



http://www.iraqcp.org/members4/0070225w18.htm

_______-------________---------_______--------_________---------___________
 
فنون: السرد وفعل الأسلوب في خزفيات سعد شاكر



د. محمد علي علوان



إن تفعيل صورة الشكل الخزفي بمنأى عن إيقونيته, يستلزم عند سعد شاكر أنماطاً مفاهيمية مغايرة لما كان سائداً عند غيره من الخزافين, لاسيما أن هذا الخزاف كان قد أسهم في اقتراح فرضيات جديدة ومعاصرة,
على طبيعة الخزف العراقي المعاصر, ونجح إلى حد كبير في بسط هيمنة خطابه الجمالي, وكشف خواص المنظومة العلائقية للتكوين الخزفي ببعديها (الحسي, المتخيل), ضمن حالة استلهام للتراث والتجذر الحضاري من جهة, والحداثة من جهة أخرى.فالخطاب الجمالي الذي كان سعد شاكر قد اقترحه, هو بمثابة معادل بصري لمشروعية البحث وتقصّي جوهر الفعل التحديثي, واجتراح كينونة الخلاصات الإنسانية بكيفياتها الشائعة, الا أنه من جانب آخر قد تحول الى اختزال تلك المشهدية ضمن طابع تجريدي – ترميزي, يهتم الى حدٍ ما بشكل (الدائرة) كأثر هندسي – ابداعي, فثمة نزعة روحية – صوفية تتملك الخزاف هنا, وهو يوسم نصوصه الخزفية بأخيلة تخالط الوجدان والعاطفة الإنسانية, حتى إنها تتوالد ككيانات قائمة بذاتها, وهي بذات الوقت تمثل صيرورة البحث عن جدلية الفعل الإبداعي في منجزه الخزفي.
وتقترن الطبيعة التصميمية لنصوصه الخزفية بفكرة التجريد والترميز, فهو يعيد ترتيب السطح الخزفي بما يتلاءم مع توصيفات الشكل الدائري و إنعتاق بنية الأثر الجمالي فيه, من خلال تداوليته عبر تفعيل وإبتكار الأشكال والمضامين عليه ومن خلاله, وهو بهذا يقترب من (تعميق روح البحث والتقصي لدى الخزاف المسلم), كمرجع مهم, ينهل من الفن الإسلامي أشكالاً ومضامين باتت إمثولة لما يمكن أن تنطوي عليه ثقافات ومنجزات الحضارة برمتها, وبالذات في ميدان فن الخزف.
وإسلوبية الخزاف سعد شاكر، تتصل بمقدرته على صياغة منجز خزفي معاصر, ضمن طابع حداثي تجريدي, يتحرك في مستويات متعاقبة لربط الخصوصية المحلية للمنجز الخزفي بالمنظور الرؤيوي الحديث الذي يهتم الى حدٍ كبير بالجانب الجمالي وما يترتب على طبيعة التشكيل الخزفي من معطيات تقنية وبنائية.
إن سعد شاكر، يمارس تصحيحاً لبنية الصورة المتشكلة ذهنياً, من خلال فرض آليات تقنية تسترجع ثيمة النص الخزفي الى مديات متجذرة حضارياً, ذلك إن منجزات الخزف العراقي كانت تسهم في نشوء مرجعية متضايفة مع الأصل, وبالتالي تعطي بعداً جمالياً, اذ يعمل على بلورته من خلال إيجاد صيغة ومعالجات لأعماله المعروفة والتي مثلت مساحة عريضة في خارطة الخزف العراقي المعاصر, وهذا مادفعه الى تحديث بنية الشكل في نصوصه بمزيد من الرؤى والآليات والإطروحات, ما شكل دافعاً لدى الخزافين الآخرين في استلهام (صوره الخزفية) بإعتبارها بانوراما جمالية بحس محلي وتراثي معاصر.
لذلك فان نصوصه الخزفية تعالج أنماطاً من البحث عن مغزى جديد للصورة المعاصرة وانتقالاتها عبر منظومة اشتغال إسلوبي واضح:


النمط الأول: مفاهيمي, يتعلق بإشتغال المفاهيم والأطر الفكرية التي تحيط بالمنجز العام للخزف.


النمط الثاني: بنائي, يدرك من خلال تكويناته التي ينتقل فيها من الواقعي الى التجريدي أو الاسطوري.


وإذ كانت نصوصه الخزفية, قد تواشجت مع بنية المكان, ضمن إطار دلالي يعتمد (الصورة الخزفية) التي تمثل تجربة او حوار او صراع فإنها تستجلي بذات الوقت استعارات وتوظيفات صورية شتى, حتى باتت أشكاله لا تخلو تقريباً من تلك الحوارية المفعمة بالمتن الحكائي – السردي, إذ إنه يستوعب في مستويات عديدة, إعادة صياغة المنجز الخزفي في محيط العلاقة بين الثابت والمتحّول من الصور المتراكمة, باعتبارها (دالة) ينتقل من خلالها المحتوى الجوهري لباطن الصورة, من أثر دلالي – صوري الى آخر إيحائي محيطي, تتنافذ من خلاله حيثيات الرؤية الجمالية والنفسية في حدود سمات الانتقال من العام الى الخاص, ومن الظاهر الى الباطن ومن كلية البناء الى أجزائه.


من هنا فأن بنائية التكوين الخزفي لدى سعد شاكر تفترض صياغة مؤثرات بصرية انتقائية, لكنها بذات الوقت تحتكم الى إنشاء مقتربات وثيقة الصلة بالطابع البنائي للوحدات البصرية الخزفية للأشكال والمضامين, وهي تعمل بذات الوقت على تبني خصائص ومؤثرات حركية, تقع ضمن سياق الاستدلال البصري للنسيج الخزفي المنجز, كنتاجات مهمة وفاعلة, تفضي الى تأسيس فكرة التحول وعدم الاعتماد على ثوابت البناء التقليدية للنص الخزفي, وبالتالي فان الخزاف هنا, كان قد اكتشف خلال مسيرته الطويلة وسائل تقنية وشكلية تفضي الى طرح صيغ إبتكارية لمعالجة السطح الخزفي والإفادة من معطيات التجريب لديه, (سعد شاكر) كان يعمل على إيجاد مقتربات نصية فاعلة, ركّز من خلالها على النزعة الهندسية التجريدية, بالتحديد في نصوصه الخزفية التي أنتجها في العقد الأخير من حياته, وذلك لأن تحقق الدلالات الجمالية كانت تمثل هدفاً مباشراً لديه, وقد وجد ذلك التحقيق في النزعة الهندسية والبناء الهندسي والصورة الهندسية للتكوين, وهي بالتأكيد رؤية مثالية, ترتبط كثيراً بما ذهب اليه إفلاطون حول رؤيته ومفهومه للجمال , حينما أكد إن الجمال الحقيقي يتجسد في الوحدات الهندسية من (مربعات ومستطيلات ودوائر وخطوط) وليس في صور الواقع الحسي.



http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=99842













 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق